أُريدت حرباً...إرتدت حروباً

23 آب 2024 14:34:18 - آخر تحديث: 10 أيلول 2024 15:58:09

هي الحياة... على متن حياة في سلمها وحروبها، في وجودها ووعودها، أفعال وردودها، هي المسؤولية ومِن مسؤولية مَن صمودها!؟، "هي مسؤولية الحياة والموت، فعلى الحياة أن تدمرنا إن شاءت، وأن تعزلنا إن شاءت" لكن يا معلمي "فنحن لم نبخل بأنفسنا يوماً عن صراع الحياة "، ولِدنا مسيَّرين ولم نختار وطننا، إنما مخيَّرين بعقيدة وعقلية المقاوم لصراع البقاء، وإني إخترتك يا وطني لتكون موطني وأكون بمواطنية الثائر المثابر لا مجرد زائر، "نكون او لا نكون".
هي الحياة مسار ومدار الإنسان، هي معركته يأمل أن يخرج منها سالماً، "ومن تهرب من معركة الحياة كمن تهرب من معركة الحق "، فإن كنت تخشى مستجداتها ظروفها وتطوراتها، تخشى التحدي المواجهة وفعاليتها، إن كنت تخشى السير على سكة قطارها، تتصفح أرشيف محطاتها ، تقف على رصيف أقاليمها، تنتظر...!!، لا تنتظر بذاك الحس الرهيف، وكأنك مجرد عابر عنها كفيف، خذ العبرة فالحياة نضال وجود لا يحيا بماء ورغيف .
هي الحياة حروب وميادينها، أن تمضي بها أو تقضي عليك، ومن خير مثال لوطن شهدها وشهدت على مقاومته ومثاليته مثل وطننا!، وطن على شفير الحرب الكبرى، حرب الترصد الرد والانتظار، حرب تموضعت لإسنادها أضخم وأحدث البوارج والغواصات في البحر المتوسط ، هي الحرب المستشرية منذ شهور، جالت أهدافاً، وجدار صوت جال في سمائنا "السيادية" تحدى أعصابنا ومبانينا، حلَّ قلقاً ورعباً لدى الأطفال وآثار نفسية سلبية متنامية، أرادها العدو كم تصمد جولات الاستهداف المعنوي أمام السلاح !؟، أتت المفاجأة والمفارقة بتبدل موازين القوى ومعادلة الرعب، أُريدت حرباً إرتدت حروباً، هي الصواريخ والمسيرات تصل العمق الاستراتيجي العسكري للعدو، المنشآت والمرافق، حيث الذعر والترقب في ملاجئه، حيث التهديد بالتهديد "وهدهد" ولا هدوء قبل التهدئة بغزة، هي الرد النفسي على الحرب النفسية ، قال نعم لثقافة الحياة ، هي المهرجانات السياحة الوافدين ...، قال لا يخيفنا عدوان مهما جار وبالزمن طال .
هي الحياة حروب... لا تقتصر أشكالها على العسكرية ، هناك أنماطاً قد توازيها حديَّة، هي الحرب "المدنية"، أليست الأزمات التي يخوضها الإنسان بنفسه وربما على نفسه  تأثر على طبيعة حياته راحته مصيره مستقبله واستقراره !؟، هي الفراغ الرئاسي، الفراغ الوظيفي، أزمة المياه والسدود الفارغة، أزمة الكهرباء والعتمة الشاملة وعبء فاتورة الإنارة البديلة، في الدول التي تحترم شعبها إذا انقطع التيار الكهربائي لخمس دقائق يستقيل وزير الطاقة، وعنا أيضاً الحكومة مستقيلة!!، وإذا حصلنا على ساعة تغذية "نزفّها بهجة إجت الكهربا"، اللبناني قنوع !!، هي أيضاً أزمة النفط نشتريه وهو الراكد في المياه "العكرة" ينتظر اصطياده ثروة ليركد في خزانات الوقود، هي حرب التعليم بصفّيه: الأول الأجور والأساتذة والإضراب، والثاني الأقساط والأهالي، قد يُظنّ علو الأقساط لتوازي عُلى الثقافة!!، رغم أحقية الطالب بإلزامية ومجانية التعليم سيما الرسمي، لتكن محل اهتمام، لمحو الأمية، محدّ للجهل، محط رقابة توعوية، هي حرب الشهادات البطالة والهجرة، هي أزمة المعيشة برفع الدعم عن الخبز، مخزون المواد الغذائية المستلزمات الطبية الدواء والموت على باب المستشفيات، غلاء فاتورة الاستشفاء يقتل بكلا الحالتين، إن توفر أو لم يتوفر المبلغ، هنا وعند صحة الإنسان تتلخص أسفاً وتخلص الحرب المدنية .
هي الحياة حروب بشرية فقط !!، مخطىء هذا الاعتقاد، فللطبيعة حرب عصيانٍ وتمردٍ، ثارت على نفسها  "وثأرت" لنفسها، هي شكت من الإنسان وهو اشتكى منها، هي الفيضانات البراكين الزلازل الهزات الأرضية الحرائق تبدل في ماهية الفصول...، هي التلوث المفتعل بآفاته وامتداده، "التلوث مأساة، مأساة العالم المتقدم في الصناعة والمواصلات، هي الخطيئة المفجعة التي سترتد على كل إنسان ولن ترحم أحد "، نظرية احتراز حذر انتباه وتنبه من المعلم ولم يتنبه له أحد.
هي الحياة حروب واقع موجود يجود بالوقائع، ليس مجرد عبثية " نق" ونقد، وقد تكون " الآلام والعذاب ضروريان لتنمية الشخصية القوية فينا"، وكأنّ يا معلمي هي آلامنا تقاوت على آلامها لنحيا الحياة، ولا بد من تحرك مسؤول للحؤول بالحروب للحلول، "نريد نخبة تستطيع أن تقول للأجيال الطالعة: قمت بواجبي "، كي تتمكن تلك الأجيال" أن تمتطي سلم الحرية والسعادة والمجد الإنساني الكامل على آلامنا وجروحنا ودمائنا المبعثرة " .
 
 

 
هذه الصفحة مخصّصة لنشر الآراء والمقالات الواردة إلى جريدة "الأنبـاء".