منتصب القامة عاش وناضل... سميح القاسم الفلسطيني المقاوم حتى الرمق الأخير

19 آب 2024 14:38:53

عشر سنوات مرّت على رحيل الشاعر الفلسطيني الكبير سميح القاسم، الذي رحل في التاسع عشر من آب العام 2014، ويُعدّ أحد أهم أعمدة الأدب العربي والشاعر الفلسطيني المقاوم والذي كتب أجمل القصائد للقضية الفلسطينية، وقد صدحت كلماته في حنجرة مارسيل خليفة في أغنية "منتصب القامة أمشي".

وهكذا عاش الشاعر المعروفي، ابن طائفة الموحدين الدروز، والجليل العربي الأصيل، رافعاً رأسه في مقدمة الأحرار، ورحل منتصب القامة حتى الرمق الأخير الى حين احتضنه تراب فلسطين الذي عشقه وناضل من أجله شعراً ونثراً وحباً ومقاومة.

وأما لذكراه هذا العام طعمها الخاص، وقد تعمّد الشعب الفلسطيني مرة جديدة بالدم، وقد أقلق الإسرائيلي ذاك الصباح في 7 أكتوبر، وكأنه يجيب سميح القاسم بوم نادى أبناء شعبه "اعلنها".

شعرُ القاسم الداعم للقضية الفلسطينية لم يقتصر فقط على كتابة السطور، بل انتقل إلى الحياة الواقعية، حيث سجن أكثر من مرة كما وُضِعَ رهن الإقامة الجبرية والاعتقال وطُرِدَ مِن عمله بسبب نشاطه الشعري والسياسي. ولد القاسم في الحادي عشر من أيار العام 1939، وصدر ديوانه الأول في العام 1958، وكان في التاسعة عشرة فقط من عمره عندما صدرت أولى أعماله الأدبية وما أن بلغ الثلاثين حتى كان قد نشر ست مجموعات شعرية حازت على شهرة واسعة في العالم العربي.

في رصيد القاسم عدد من الروايات، فضلًا عن اهتمامه بإنشاء مسرح فلسطيني يحمل رسالة فنية وثقافية عالية كما يحمل في الوقت نفسه رسالة سياسية قادرة على التأثير في الرأي العام العالمي فيما يتعلّق بالقضية الفلسطينية.

أسهم في تحرير صحف "الغد" و"الاتحاد" ثم ترأس تحرير جريدة "هذا العالم" في العام 1966 ثم عاد للعمل محرراً أدبياً في "الاتحاد" وأمين عام تحرير "الجديد"  ثم رئيس تحريرها، وأسس منشورات "عربسك" في حيفا، مع الكاتب عصام خوري سنة 1973، وأدار فيما بعد "المؤسسة الشعبية للفنون" في حيفا.

ترأس اتحاد الكتاب العرب والاتحاد العام للكتاب العرب الفلسطينيين في فلسطين منذ تأسيسهما وترأس تحرير الفصلية الثقافية "إضاءات"التي أصدرها بالتعاون مع الكاتب الدكتور نبيه القاسم.

صدر له أكثر من 60 كتاباً في الشعر والقصة والمسرح والمقالة والترجمة، وصدرت أعماله الكاملة في سبعة مجلدات عن دور نشر عدّة في القدس وبيروت والقاهرة.

ترجمت الكثير من قصائده إلى الإنجليزية والفرنسية والتركية والروسية والألمانية واليابانية والإسبانية واليونانية والإيطالية والتشيكية والفيتنامية والفارسية والعبرية واللغات الأخرى.

القاسم يُعدّ من أبرز الشعراء المعاصرين الذين ارتبط اسمهم بشعر عروبي ومقاوم.