الإنتظار سيّد الموقف... وكل شيء وارد!

06 آب 2024 17:20:33

لم تُفلِح الإتصالات ولا الوساطات الدبلوماسية التي نشطت على خطّ إيران في الأيّام الماضية، في ثني قادة هذه الدولة عن قرارهم الحاسم بوجوب الردّ على ما يعتبرونه أنه مسّ بشرف الدولة وبالقانون الدولي وإستباحة المحرّمات، لكن حالة الترّقب منذ عملية الإغتيال المُزدوجة في بيروت وطهران قد تطول لأيّام أخرى بعد!

وما دام الردّ حتميّاً فإنّ الجميع ينتظر حجمه وتداعيّاته، وما إذا كنّا على شفير حرب إقليمية قد نعلم بتوقيت إنطلاقتها، ولكن من المؤكّد أننّا لن نعلم بنهايتها.

وهذه السردية للمشهد اليوم، يُقاربها الكاتب الصحافي داوود رمال، فيُشير إلى أنّ "هناك حركة دبلوماسيّة علنية صامتة يلحظها الجميع على مستوى المنطقة. لا سيّما أنّ التحرّك لا ينحصر بدولة معيّنة بل هناك حراك لأغلبيّة الدول العربية والأوروبية وحتى الأميركيين تحرّكوا من باب سلطنة عمان وفتحوا خطوطهم مع الإيرانيين، إضافة إلى الدور الروسي المٌتمثل بزيارة موفد رئيس مجلس الأمن الروسي إلى طهران".

 ولكنّ كل ذلك، برأي رمال لمْ "يفلح بإقناع إيران بعدم الرد على إغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية،على قاعدة أنّ ذلك مسّ بشرف الدولة".

وبما أنّ "جميع الوساطات سلّمت بحتميّة الرد فإنّ الجهود اليوم تنصب على تظهير حجم هذا الردّ وكيفيّته وطبيعته"، حسب ما يرى رمال خلال حديث مع جريدة "الأنباء" الإلكترونية.

ولا يخفي رمال أنّ "الأوضاع خلال الـ 10 أيام المُقبلة ستكون في غاية الصعوبة"، متوقعاً أنّ حالة الإنتظار التي نعيشها ستطول قليلاً، وأي "ردّ من إيران أو من حزب الله، لن يُساهم برأيه "في ردع رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي سيستمرّ بعمليّاته التصعيديّة التي ينفذّها، بخاصّة أنه تجاوز كافة الخطوط الحمراء".

وإذْ يُوضح أنّ "الوساطات الدبلوماسية لمنع إيران أو المحور بعدم الرد فشلت، وكان الجواب واضح، لا سيّما أنّ القبول بمضمون الوسطات يُقابله ثمن فما هو هذا الثمن هل يتم إعلان وقف إطلاق نار مستدام في غزة أم ماذا؟ وبالنتيجة فإنّ الايرانيين يسألون الوسطاء لماذا تطلبون منّا عدم الرد ولا تذهبون إلى ردع نتنياهو في المضي بهذا التصعيد؟ 

وبما أنّ الجواب لم يكن شافياً بما يتعلق بلجم نتنياهو، في مقابل إستمرار الطلب من الطرف الآخر بعدم الرد، فإنّ الأمور برأيه "متجهة نحو التصعيد".

لكنّ السؤال هو هل نصل إلى حرب؟  ليؤكّد رمال في الختام بأنّ "كل شيء وارد".