"التقدمي" وكفرمتى ودّعا المناضل فؤاد خداج... العريضي: جنبلاط ثبّت الموقف المعروفي الوطني العربي وللبعض نقول تعلّموا من التجارب

06 آب 2024 12:16:59 - آخر تحديث: 06 آب 2024 13:19:21

ودّع الحزب التقدمي الإشتراكي وأهالي كفرمتى رئيس البلدية الأسبق، المناضل "التقدمي" فؤاد خداج (أبو ربيع) في مأتم مهيب في مسقط رأسه كفرمتى، بحضور سماحة شيخ العقل السابق الشيخ نعيم حسن والشيخ نصر الدين الغريب ومجموعة من المشايخ، الوزير السابق غازي العريضي على رأس وفد حزبي، الوزير السابق صالح الغريب، أمين السر العام في الحزب التقدمي الإشتراكي ظافر ناصر، مفوض الشؤون الاجتماعية خالد المهتار، مفوض الإعداد والتوجيه عصام الصايغ،  وكيل داخلية الغرب بلال جابر، القائد العام في جمعية الكشاف التقدمي زاهر العنداري، ومجموعة من المسؤولين الحزبيين من مختلف المفوضيات، وأعضاء جهاز وكالة داخلية الغرب وممثلين عن المؤسسات الرافدة للحزب، ووفود من الحزب الديمقراطي اللبناني والحزب السوري القومي الاجتماعي، ونادي الصفاء الرياضي ونادي كفرمتى وفاعليات بلدية واختيارية وثقافية واجتماعية وأهالي البلدة والشحار الغربي والجوار.

البداية كانت مع كلمة مدير فرع كفرمتى في الحزب التقدمي الاشتراكي فيصل أبو لطيف تناول فيها مزايا الفقيد، متحدثاً عن سيرته التقدمية ومسيرته المتفانية في خدمة البلدة والمجتمع والحزب التقدمي الإشتراكي الذي انتسب إليه في سن مبكرة وخاض المسيرة في مختلف الاتجاهات. 

أبو لطيف قال فيها: "حقاً إنها لحظات مؤثرة لكنها متجهة نحو المستقبل إن استخلصنا الدروس والعبر من المسار الذي صنعه فقيدنا وجعلنا من ذاكرتنا الجماعية مرجعا لضمان استمرارية هذا المسار، عندها ربما يمكننا القول إنَّه في طريق الخسارات ثمّة ما نكسبه". 

ومن ثم كانت كلمة لأصدقاء الفقيد ألقاها المحامي حسين الغريب الذي تحدّث عن صفات الفقيد واسهاماته والأدوار المحورية الرئيسية المهمة التي لعبها في بلدته التي أحبّ وأحبّته. 

العريضي
بعد ذلك، كانت كلمة الحزب التقدمي الإشتراكي ألقاها الوزير السابق غازي العريضي وقال فيها: "أيها المشيّعون الكرام، نودّع اليوم مناضلاً وطنياً، أميناً، وفياً، محصّناً بأخلاق رفيعة وسلوك كريم، ومميزاً بعطائه، ووفائه، وإقدامه، وكرمه، وعزة نفسه، ومحبته لأهله، ولبلدته، ومنطقته، وجبله، ومبادئه، وثوابته، وقناعاته السياسية. وهو كان واحداً من رجال الحزب التقدمي الإشتراكي الذي أحبّ قيادته وأحبته القيادة، وكان عنوان عمل تنموي خيّر لبلدته ولكل أهل المنطقة.

 نودّع أبا ربيع الرجل الذي أحبّ الحياة وأحبّته، أكرمها وأكرمته بعائلته، وبيئته، وقريته، ومحبيه، وأصحابه، وكان دائماً في طليعة المدافعين لرفع الظلم، وتقديم الخدمات لكل الناس.

 يا أبا ربيع، في أصعب الظروف كنتَ عنوان الوفاء، ولك منّا كلّ المحبة، والتقدير، والوفاء لمسيرتك التي سجّلتَ فيها الكثير من الأعمال الخيّرة والطيّبة على كل المستويات. وفي الحرب كنتَ رجلاً مقداماً تتقدم صفوف الرجال، وفي السلم كنتَ عنواناً للمصالحة والشراكة بين أبناء البلدة الكريمة الواحدة، "كفرمتى"، وعلى مستوى المنطقة. 

هنيئاً لك تلك الإنجازات وهذه المسيرة وهذا الجمع من المحبين الكرام الذين رافقوا مسيرتك في الحياة وجاؤوا إلى وداعك اليوم. هذا الوداع الذي يأتي في أيام صعبة وساعات صعبة بسبب العدوان الإسرائيلي المفتوح ضدّ كل الساحات والجبهات والمواقع، هذا العدوان الإسرائيلي الذي يستهدف المنطقة، وليس فقط منطقة معيّنة في بلد معين. مشروع إسرائيل هو مشروع استهداف كل المنطقة. 

ويُخطئ كثيرون اليوم في قراءة هذا المشروع وما يجري. هذا العدوان الممنهج المبرمج الذي يريد تركيع المنطقة وإسكات كل صوت فيها، يرفض الاغتصاب والإرهاب والظلم، هذا المشروع الذي دمّر غزة البطلة والشجاعة والصامدة، والضفة وفلسطين، شعب الجبّارين الذين لا يزالون يقاومون حتى الآن. ولا صوت على المستوى الدولي، وسقوط أخلاقي وإعلامي وسياسي من قِبل الذين سمّوا أنفسهم العالم الحر، وهم يشهدون على محاولة قتل الحرية، وقتل الإعلاميين والصحافيين، والديمقراطية، لتجاوز كل شرائع حقوق الإنسان والقرارات الدولية، والقوانين الدولية التي يطالب بها اليوم ونحن معها، لكنّ البعض ينسى ويتجاهل أنّ إسرائيل لم تحترم اتفاقاً، أو قراراً، بل تمارس سياسة القتل والظلم والعنصرية، وهذا ما تفعله في فلسطين، وهذا ما تفعله في جنوب لبنان وعلى كل الساحات الأخرى. وهذه التهديدات المتتالية التي تطلقها لاستكمال الحرب وتحقيق أهدافها وتوسيع دائرتها، خلافاً لكل الاتفاقات، والالتزامات، والوعود، والمشاريع، والنداءات التي تطلق من دول وقادة ورؤساء حكومات والأمم المتحدة والأميركيين الذين غطوا الحرب، وغطوا هذا الإجرام والإرهاب، وقدّموا له كل إسناد، ويعيدون بالإسناد ويدعمونه.

 هذا العدوان يا أبا ربيع، وقف في وجهه الزعيم الوطني الكبير وليد جنبلاط، رافع رؤوسنا، لتثبيت هذا الموقف الوطني العربي الأصيل غير المستغرب عن المختارة وعن الحزب التقدمي الإشتراكي، وأنتَ واحد من رجاله. هذا الموقف ليس مستجداً أبداً، بل هو تعبير عن تاريخ، عن انتماء، عن قناعة، عن مواقف جسدتها في كل  مراحل  نضالنا مع القائد المعلم كمال جنبلاط، واستمر النضال إلى جانب الزعيم الوطني وليد جنبلاط، ويستمر اليوم مع تيمور جنبلاط في رئاسة الحزب واللقاء الديمقراطي. الموقف الذي ثبّته وليد جنبلاط هو الموقف المعروفي، الوطني، العربي، الحزبي، التقدمي، والذي عبّر عن رأي وإرادة كل الوطنيين في كل مكان الذين رفضوا ويرفضون سياسة إسرائيل، وإرهابها، واحتلالها، واغتصابها لأرض فلسطين واستهدافها لكل هذه المنطقة.

في هذا اليوم، وانطلاقاً من هذا الموقف، وأمام هذا الحشد في يوم وداعك يا أبا ربيع، نتوجه بالتحية والإكبار إلى أهل الجولان العربي المحتل، ونتوجّه بالتحية خصوصاً إلى "مجدل شمس"، ومشايخها وأبنائها، وأرواح أطفالها الشهداء، إلى الأمهات الصابرات اللواتي تحمّلنَ تلك الضربة الأليمة، لكنهم بموقفهم شاركونا وثبّتوا الموقف وذلك عندما منعوا استغلال دماء أبنائهم من قِبل الإسرائيلي، وعندما انتفضوا أمام عصابة الاحتلال القتلة المجرمين الذين تسبّبوا ويتسبّبون بهذه الجريمة، إليهم نقول الرسالة والقناعة واحدة، والثوابت والغايات واحدة، والتاريخ واحد، نحن أبناء هذه القضية، نحن أبناء هذه الرسالة، نحن مؤتمنون على هذه الثوابت منذ أجدادنا وأسلافنا، ومع قادتنا الكبار في أي موقع كانوا. الكل  كلمة واحدة ضد الإرهاب، ضد الاحتلال. نعم، فلسطين لأهلها العرب، والجولان أرض سورية مباركة، حتى لو كانت تنزح تحت الاحتلال. التحية لمن رفض حمل الجنسية الإسرائيلية، لمن قاوم الإرهاب الإسرائيلي

أما في لبنان، فالموقف واضح، وعبّر عنه في أكثر من مناسبة: نحن إلى جانب أبناء الجنوب، هؤلاء الذين يتعرضون للإرهاب منذ عام 1948. العدوان الإسرائيلي لم يبدأ في السبعينيات، وليس وليد ذرائع معينة يطلقها العدو. أبناء الجنوب منذ 1948 ومع نشأة كيان الاغتصاب والإرهاب، وهم يتعرضون للقتل والاستهداف على كل المستويات، وكان لنا مواقف في مناسبات كثيرة نادينا فيها من أجل أن تقدم الحكومات اللبنانية على تقديم مقومات الصمود لأبناء الجنوب. هذا هو موقف كمال جنبلاط التاريخي. هذا هو موقف وليد جنبلاط والحزب اليوم، وموقف سائر القيادات الوطنية التي تجمع على هذا الرأي، وعلى هذه السياسة.
 
نخاطب شركائنا في الوطن، تعالوا إلى اتّفاق لبناني – لبناني، ولو بالحد الأدنى لننقذ ما تبقّى في هذا البلد، ولننتخب رئيساً ونشكّل حكومة، ونعيد تفعيل عمل المؤسسات. هذه هي  المسؤولية الوطنية. أما إذا كان ثمة من يراهن بحقد أو كراهية، أو ينتظر الساعة عندما تأتي إسرائيل، نقول تعلّموا من التجارب. تعلّموا مما جرى في السابق في هذا البلد، لنكن في موقع المسؤولية، ولتكن الحسابات  على  قاعدة أخرى. هذه الحسابات لا يمكن أن تؤدي إلى حماية البلد وإلى تطبيق القرارات الدولية. وفي النهاية لا يصح إلّا الصحيح، ولن يكون إلّا الحق بفعل جهاد الذين يدافعون عن الوطن كله، ويقفون في وجه إسرائيل. نستطيع أن نحل مشاكلنا الداخلية، لكن لا يغيب عن بال أحد أن إسرائيل هي العدو، وأن إسرائيل تستهدف لبنان بسب وجود مقاومة منظمة اليوم، لأنني، وكما قلت، منذ عام 1948 تستهدف لبنان.

نحن مع هذه الرسالة والثوابت نجسّد أمانتنا للمسيرة التي انتمى إليها  فؤاد خداج  الذي نودّعه اليوم.
  باسم الزعيم الوطني وليد جنبلاط، وباسم رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي واللقاء الديمقراطي، النائب تيمور  جنبلاط، أتوجه إلى العائلة الكريمة، إلى أم ربيع الأخت العزيزة، والزوجة الوفية الأمينة الصادقة، شريكة العمر، رفيقة الدرب التي كانت تحلو لها الحياة مع "أبا ربيع"، وشاركته كل التحديات في أصعب الظروف. التعازي لكِ يا "أم ربيع" وللعائلة الكريمة، وللأبناء والأحفاد، وللجميع، ولكفرمتى لأنّ فؤاد وإذا كان رب هذا البيت فهو  مسؤولٌ عن كل كفرمتى، وكان صادقاً وفياً اتّجاه أهله.

 يا فؤاد لك منّا التحية، وعليك السلام. إنّ لله، وإنّا  إليه راجعون".


خداج
ومن ثم كانت كلمة العائلة – آل خدّاج، ألقاها القائد العام السابق لجمعية الكشاف التقدمي يوسف خداج، شكر فيها المشيّعين والحاضرين بإسم الأهل وقال عن أبي ربيع: "أبو ربيع وهي الكنية المحبّبة لديك، سنستذكرك في كل استحقاق مصيري، وفي الأيام العصيبة فكنت الذي يفضّ النزاعات ويأتي بالحلول، كنت عصياً وسيد نفسك ومقداماً وسيّد قرار وعشت عزيزا مكرماً، وكانت كفرمتى التي عملت لأجلها لعقود من الزمن دائما الغالية وأنت صنت عهدها مع رجالاتها".

إلى ذلك كان رثاء من الشاعر عادل خداج عدّد فيه صفات الفقيد الحسنة متناولا إرثه ومسيرته. ومن ثم أُقيمت الصلاة عن روح الفقيد ووارى جثمانه الثرى.