العين على الأيام المقبلة... والحسم في طهران

02 آب 2024 20:03:13 - آخر تحديث: 02 آب 2024 20:05:20

ممّا لا شك فيه أنّ الحرب الدائرة مع العدو الإسرائيلي منذ ما يُقارب الـ 10أشهر دخلت مرحلة جديدة، وسيكون هذا الكيان أمام ساعات وأيام وربما أسابيع من التوتر والقلق من حجم ومكان الرد، الذي لا يزال طيّ الكتمان، ومن غير المعروف إذا ما كان سيُعلَن عنه مسبقاً أم أنه سيكون من دون سابق إنذار. 
كيف سيكون شكل هذا الرد؟ وما الدور المحوري لحماس في توجيه ضربة تُوازي الضربة التي تلقتها من العدو؟

من باب الحسم النهائي لهويّة الجاني، يُعيد المسؤول الإعلامي لحركة حماس في لبنان وليد كيلاني، التشديد خلال حديثٍ مع جريدة "الأنباء" الإلكترونيّة، على ما قاله بكل وضوح وهو أنّ "ما نعلمه وما هو مؤكّد أنّ مَن إرتكب هذه الجريمة هو العدو الصهيوني وهذه النقطة إنتهينا منها. أمّا الكيفيّة والطريقة والأسلوب فهذا نتركه للسلطات الإيرانيّة، حيث هناك لجان تحقيق بالمسألة على إعتبار أن هذه عملية دقيقة وغير واضحة المعالم، وجاءت بشكل مفاجئ، لذلك هناك لجان تحقيق مختصّة تحقق بهذه العملية وكيف تمّ تنفيذها وحينما تصدر النتائج من المُؤكّد أنه سيتمّ إعلانها للجمهور ولا سيّما لشعبنا الفلسطيني".

وعن قراءته لمضمون خطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، يُفرّق كيلاني هنا بيْن أمريْن: 
"بدايةً، خطاب نصرالله كان على خلفيّة إغتيال القائد فؤاد شكر وتوجيه ضربة للعاصمة اللبنانية وبخاصة منطقة الضاحية الجنوبية التي تُعتبر عمق المقاومة، وبالتالي تم خرق قواعد الإشتباك. وكان واضحاً من خلال خطاب نصرالله أن الرد محسوماً وحتميّاً، لا بل يجب أن يكون قويّاً من أجل أن يتم تكريس نظريّة الردع، وإلّا العدو الصهيوني سيتمادى أكثر فأكثر. وإن لم تُسبّب له هذه الضربات الأضرار فلن يتوّقف عن التمادي وكلما وجد متسعاً يسمح له بذلك سيفعل إنْ لم يَجد أي رد في المُقابل، وهذا الأمر واضح منذ إنشاء الكيان الصهيوني حتى يومنا هذا".

ويرى كيلاني أيضاً، أنه "يدلّ بوضوح على أن إيران سترد. لكن، كيفيّة الرد متروكة لقيادة المحور، فهل سيكون الرد متناغم مع كل الساحات والجبهات؟ أم رد مُتتال؟ أم رد بطريقة كلاسيكية بمعنى صواريخ باليستية أم عابرة للمسافات؟ الكيفية والطريقة هي ليست من المصلحة الكلام فيهما، فالحرب باتت مفتوحة بيننا وبين العدو، وهذه الحرب تميزت بحرب العقول والأدمغة، وأما العنتريات والكلام عبر وسائل الإعلام فهذا إنتهينا منه والآن العبرة في التنفيذ وليس في التصريح. المقاومة في لبنان قالت كلمتها والرد محسوم. والمرشد الخامنئي كذلك أعلن أن الرد سيكون ووجّه الحرس الثوري بوجوب الرد وأن يكون مؤلماً، ومع أنصار الله الذين سيردّون على عملية الحديدة وكذلك المقاومة العراقية، هذا بالإضافة إلى المقاومة الفلسطينية والتي ما زالت تُقاوم منذ ما يُقارب الـ 10 أشهر في غزة، ولكن كذلك نحن أيضاً نتطلع إلى المقاومة في الضفة الغربية حيث يجب أن يكون لها في الأيّام القادمة دور كبير في عمليات الرد على كل هذه الجرائم".

وفي مقاربته لما قد تحمله التطوّرات في المنطقة يترك كيلاني "الكلمة للميدان"، ويقول: "من الواضح أن الأيام المقبلة تصعيدية وهذا سببه حماقات العدو الصهيوني والذي اتهم المقاومة بصاروخ مجدل شمس ولكن المقاومة أعلنت وبشكل واضح بأن لديها كامل الجرأة بالإعلان عمّا قامت به في حال كانت هي من أطلق هذا الصاروخ أو إرتكبت خطأ ما. لكن، العدو الصهيوني أراد من وراء هذه العملية الهروب إلى الأمام بعد فشل العملية العسكرية وكذلك تحقيق أهدافه في قطاع غزة منذ حوالي العشرة أشهر حيث بدأ جيشه ينهك ويستنزف في القطاع، لذا هذا العدو يريد حجة أو مبرر لتوسعة هذه الحرب. وقد اعتدنا على تنفيذه عمليات مشابهة من دون أن يكون لها أي مسبّب، واليوم الأنظار متجهة على المنطقة فأراد العدو أن تُشكل عملية مجدل شمس سبباً لخوض هذه المعركة أو توسعتها في أكثر من عاصمة عربية وإسلاميّة وهذا ما قام به في بيروت وبغداد وطهران".

ولا يخفي كيلاني، أنّنا "مُتجّهين إلى تصعيد مع هذا العدو ونعلم ذلك ونحن في حرب مفتوحة. فهو في أسوأ حالاته منذ إنشاء الكيان الصهيوني حتى، ولذلك نعلم أن النصر قادم ونتنياهو أمام خياريْن لا ثالث لهما: إمّا أن يرضى بشروط المقاومة ويوقّع اتفاقية معها ويتخلّى عن شروطه. وإمّا أن يبقى كما هو في حرب إستنزاف، وهذه الحرب ستتوسع في جبهاتها شيئاً فشيئاً وهذاما لم يعتد عليه العدو الصهيوني ولا جيشه المعتاد على دخول حرب قصيرة وتكون الغلبة له فيها".

ويختم كيلاني حديثه، مؤكّداً أنّ "العدو ليس مُصمّماً على الدخول في معارك على عدة جبهات كما سيحصل في الأيّام القادمة وكذلك غير مصمم على القتال بين الأزقة والطرقات والأماكن المبنيّة، مهما يحصل في قطاع غزة فهو في أزمة في القطاع وكذلك في الضفة الغربية وفي شمال فلسطين وأصبح الآن في كل الجبهات وهو يخشى أن يكون الهجوم عليه من أكثر من طرف، ولا تتمكّن لا القبة الحديدية ولا مقلاع داوود التصدي للهجمات التي ستأتي من كل حدب  وصوْب".