للكلمة البدء، فكيف إذا كان أصحّها وأنصحها وأفصحها وأصرحها ما قلّ ودلّ، بادىء ذي بدء "لا يهنأ العيش بلا الجيش"، هو التعبير الأدق هي مقولة الحق، هو المؤسسة العسكرية الوطنية ذات الشعار شرف تضحية وفاء، ثلاثية الرسائل المعالم المعاني السير العبر والأداء.
منذ نشأة هذا الركن اللبناني، كان الشعار لرمزيته لأهدافه وأبعاده السامية في مرمى التنفيذ محط فعل لا مجرد قول، فغدا الدعم والدعامة، وكان شرف الدفاع والقتال في سبيل إستتباب الأمن والامان لبث الطمأنينة لدى المواطنين، ويقال لكل هيكلية ضامنة وناجحة جندي مجهول، هنا الجندي معلوم، ملازم لخدمة الوطن، رقيب على الإرهاب، معاون لطمر الفوضى والفتنة، مؤهل لفرض السلم، من صلب وجدان وعقيدة أفراد المؤسسة، يترقى ويرتقي الى عماد مبدأ من رتبة الشرف والنجوم الساطعة بالصمود الأمل والعنفوان، بخطوات وخطط عملانية أمنية استباقية لدرء المخاطر. هي توجيهات القائد في "أمر اليوم" وكل يوم، ولا بد من إلقاء تحية بنبذة موجزة عن هذا البطل، مهلاً، مهما مدحنا مقامه وأهمية مهامه لن نفي بالغرض، وإن جالت بعض الخلافات أو التوترات الأمنية بين المناطق لا يعني لا هيبة للجيش، الأمر يحدث في الدول الكبرى المتطورة عسكرياً تقنياً ولوجستياً ذات الجيوش العظمى.
لقد تصدت هذه المؤسسة للكثير من التحديات والمواجهات والإشكالات، فمن سمات التفاني بالمحبة، وجلً ما يقدمه المرء هو التضحية ليحيا والوطن بشعبه وترابه، نداء واجب ووجود فلبّاه، وإذا غدر عدو تمكن من الجسد، سيحيا بطلاً سيجالس هذا التراب الذي أحبه، ببدلة تتماهى وتتباهى بلون هذا التراب وجذوع الشجر وجذور هذه الأرض، في كفه سلاحه وفي كف دمه، مغموراً بالعلم اللبناني، فلا تغمضي يا عيوننا بالدمعة، إشخصي نظرك نحو عليائه ووثقي رؤية رحلته لرحاب الخلود، حيث وسام الفخر والمجد الأبدي، له الاستشهاد فداء للوطن من الشهامة والشيم، من القيم، ولنا غيابه وجع من الضيم، وهل تزهر الأرض إن ما بكى الغيم!!.
هو شعار الوفاء والولاء من مؤسسة وطنية واحدة موحدة، جامعة لكل الطوائف، تراعي توازنها وتنوعها، وتكاد تكون المؤسسة الأوحد التي أفرادها من الجنسية اللبنانية فقط، لا عناصر أجنبية في صفوفها، مع إمكانية الإستعانة والإطلاع على الخبرات والتدريبات والكفاءات من معسكرات أجنبية، وهي أيضاً لم تلو عزيمة ولائها الظروف الاقتصادية والمالية وخضات العملة والغلاء، وإنعكاسها على الراتب الشهري.
والعود إلى ذي بدء، وإن دلّ قليل الكلام للمغزى، إنما الحديث عن الجيش اللبناني يطول ويستفيض، وإن نضب الحبر فالدم يذكي ويذكر ويسرد سيرة مغاوير أبطال أسياد وأسود، حقاً "تسلم يا عسكر لبنان يا حامي استقلالنا "واستمرارنا وإصرارنا على البقاء مطمئنين النفوس، لبذل الجهود لنشر الهدوء الداخلي، لإحلال الأمن ومكافحة الإخلال به، وتأهب على الجبهات، واستنفار لحراسة الحدود، عهد منذ عقود، هو حين تمر قرب حواجزه تخفف السرعة إحتراماً ووقاراً، تلتزم بأوامره وتقول "يعطيك العافية يا وطن"، نعم إنه يجسد وطناً بأركانه، بالدفاع والحماية، قسمك من إسمك، واجب لم يأخذ مأذونية على الإطلاق، هو الوعد المعهود، مبارك عيدك قيادة ضباط وجنود، أنت المعروف بصدق الوعود.