اغتيال هنية واستهداف الضاحية... سيناريوهات مفتوحة والكرة في ملعب إيران!

01 آب 2024 11:40:51

يكاد يكون الشغل الشاغل للبعض بعد الضربتين الإسرائيليتين على كل من العاصمة اللبنانية بيروت والعاصمة الإيرانية طهران، هو "التفوّق الاستخباراتي الإسرائيلي" في تجاهل أو تناسٍ واضح لحجم ما تحمله الأحداث التي سبقت العمليات العسكرية في المنطقة بأسرها قبيل اغتيال رئيس المكتب السياسي في حركة حماس اسماعيل هنيّة، بدءا من الاتصالات الأميركية - الصينية واتفاق الفصائل الفلسطينية في بكين مروراً بتحذيرات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتطورات خطيرة في المنطقة، وزيارة بنيامين نتنياهو لواشنطن وخطابه أمام الكونغرس ثم لقائه بالرئيس الأميركي جو بايدن والمرشحين دونالد ترامب وكاملا هاريس، وصولا إلى اجتماع روما الأمني.

كل هذه الأحداث وغيرها من ضربات طالت مواقع مهمة قبيل الضربتين على لبنان وإيران تشير إلى أن هناك تسارعاً كبيراً في الأحداث بدون أي مؤشر حول نتائجه ما إذا كانت ستكون إيجابية أم سلبيّة.

 وللإجابة عن عدد من الأسئلة التي تحوم في أفق الغموض والتسارع والمفاجآت، كان لجريدة الأنباء الإلكترونية حديث مع أستاذة العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية الدكتورة ليلى نقولا قالت فيه: "طبعاً يبدو أن الروس كان لديهم معلومات استخبارية حول التصعيد في المنطقة وأن هناك توجهاً إسرائيلياً بضوء أخضر أميركي سوف يؤدي إلى التصعيد في المنطقة"، إذ كان كلام بوتين خارج كل السياق الذي كان يتردد في المنطقة سواء من قبل الأميركيين الذين يقولون أنهم لا يريدون تصعيد في المنطقة أو حتى الإيراني بشخص السفير الإيراني في لبنان الذي تحدث عن أنهم لا يتوقعون هذه الحرب وأن فرص توسيع الحرب وشنها في لبنان والمنطقة هي فرص ضئيلة جداً، مضيفةً "إلا أنه يبدو أن هناك ضوء أخضر أميركي لاغتيال هنيّة أخذه نتنياهو حين كان في الولايات المتحدة الأميركية بتوسيع الحرب في المنطقة".

سيناريوهات الردود!

إذ طرحت نقولا عدداً من التساؤلات "هل يؤدي ذلك إلى رد كبير وتتدحرج الأمور أم سيعود الموضوع إلى ضبط الإطار والعودة إلى ما كان سابقاً قبل استهداف اسماعيل هنية واستهداف الضاحية؟ تعتبر نقولا أن كل النتائج ترتبط بما سيفعله المحور في الرد على استهداف الضاحية واغتيال هنية في إيران واستهداف العراق أيضاً، معتبرة أن الرد سيحدد كل النتائج"، معتبرة أنه "إذا كان رداً مضبوطاً كما كان الرد الإيراني بعد استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، فسوف يكون هناك رد لحفظ ماء الوجه وتستمر الأمور كما كانت في السابق، أما إذا لم يقبل المحور برد مضبوط ومتفق عليه، فستندلع الحرب الكبيرة في المنطقة".

أما بالنسبة للسيناريو الثالث، تقول نقولا "إذا كان الإسرائيلي يحتاج إلى انتصار يجعله يقبل باتفاق الهدنة مع حماس، واليوم يمكن أن يعتبر الانتصار هو باغتيال هنية وضرب الضاحية، وبالتالي طبعاً لن يقبل المحور أن يعطيه فرصة الانتصار لنتنياهو، إلا إذا كان الأميركيون سيتحرّكون تجاه إيقاف للحرب بعد هذه الأحداث، حينها نتوقع أن يكون الرد ضعيفاً جداً من قبل إيران وحلفائها".

وتعتبر نقولا أن الأمور جميعها مفتوحة، والسيناريوهات كلها محتملة بانتظار الرد من المحور وحجمه وطبيعته وكيف سوف تتصرف الدول الخارجية التي سوف تسعى اليوم إلى حصر الأضرار وعدم التصعيد في المنطقة.

مصير المفاوضات 

"لا يمكن التكهن بمسار المفاوضات بعد اغتيال هنية"، تجزم نقولا، مشيرةً إلى أنه إذا كان هناك تفاهمات بأن نتنياهو يعلن انتصاراً باغتيال هنية ويعود بعدها للتنازل نوعاً ما عن شروطه العالية وبالتالي أن يؤدي ذلك إلى وقف اطلاق نار وإلى الهدنة التي يريدها الأميركيون.

ولكن على المقلب الآخر، قد لا يتنازل نتنياهو عن أي شيء ويقول بأنه مستعد لاستمرار بالحرب لحتى الوصول إلى القضاء على حماس كلياً في قطاع غزة وأن اغتيال هنية هو خطوة في المسار الإسرائيلي الطويل الذي ما قد يكون نتنياهو لا يزال مستعداً أن يقوم به، عندها سوف تتعطل المفاوضات، وتختم نقولا "اغتيال هنية بحد ذاته لن يكون عاملاً مدمراً أو معطلاً للمفاوضات إلا إذا اقترن بموقف إسرائيلي ما في الفترة المقبلة وليس باغتيال اسماعيل هنية بحد ذاته".


وسط كل ذلك، يعتبر بعض المراقبين أن اغتيال هنيّة قد يكون من الأصعب ويحمل العديد من الرسائل المزدوجة خاصة وأن استهدافه كان في قلب طهران وهذا ما يحتّم الرد من داخل إيران أيضا على حادثة اغتياله، مع العلم أن إسرائيل حتى الآن لم تعلن رسمياً مسؤوليتها عن هذا الاستهداف وهذا ما قد يُفسّر بأنها حذرة في الإعلان العلني لعدم قدرتها على توقّع نوع الرد. إذا السيناريوهات كلها مفتوحة والمنطقة بأسرها على فوهة بركان لا أحد يعلم ما إذا كان سينفجر!