Advertise here

شهيب: لاعتماد الحكمة والتعقل لتجاوز المخاطر

31 تموز 2019 09:51:41

دعا وزير التربية والتعليم العالي اكرم شهيب الى اعتماد الحكمة والتعقل لتجاوز مخاطر هذه المرحلة، لافتاً الى انّ الشعبوية و"الهوبرة" لا تفيدان، مضيفا انه على رئيس الجمهورية ان يكون فوق الجميع وحكماً بين الجميع، حتى يتمكن من الدفع في اتجاه الخروج من المأزق.

واكد شهيب انّ الحزب التقدمي الاشتراكي قرّر الاحتكام الى التحقيق والقضاء منذ اللحظة الاولى لوقوع حادثة قبرشون، علماً انّ حقيقة ما جرى على الارض واضحة حتى لو انّ هناك من أطلق كذبة ثم صدّقها.

ونفى الاتهامات الموجّهة اليه بأنّه دبّر "كمين" قبرشمون، مشيرا الى ان الكمين ليس موجوداً سوى في مخيلة البعض، والضحايا التي سقطت هي خسارة لنا ايضاً، مشدداً على انّه سعى الى التهدئة وتسهيل الامور قدر المستطاع، لكن الخطاب المتشنج والمتنقل أعطى مفعولاً سلبياً وتسبّب بالمشكلة التي وقعت في الجبل، بعدما كان قد عبث بمناطق أخرى، مستعيداً ما قيل في حق الرئيس نبيه بري والطائف والزعامات السنّية وما حدث في بشري وبعلبك.

ولفت شهيب خلال لقائه وفداً من رابطة خريجي كلية الاعلام في الجامعة اللبنانية برئاسة الدكتور عامر مشموشي الى أنّ خطاب الوزير جبران باسيل في دير القمر أعادنا الى الوراء ونبش قبور 1840 و1860 بلا مبرر، كأن هناك جهة يجب ان تتوب لتغفر لها الجهة الاخرى، بينما المغفرة والتوبة ينبغي تبادلهما. وقال شهيب: شعر أهل الجبل بأنّهم تعرّضوا للاهانة في دير القمر، الا اننا تجاوزناها في حينه حرصاً على الاستقرار، مع العلم انّ الكرامة هي خط أحمر بالنسبة الينا.

وتابع، سلوك باسيل وطرحه تركا الاثر السلبي الكبير على كل المنطقة، بعدما كنا قد افترضنا انّ صفحة الماضي طويت بكل محطاتها مع الزيارة التاريخية للبطريرك نصرالله بطرس صفير الى الجبل، حيث انه منذ ذلك اليوم لم تعد اي قرية او بلدة تحيي ذكرى شهدائها، وذلك بقرار سياسي يهدف الى عدم تحريك اي حساسيات او جروح، وأقصى أمر يمكن ان يحصل هو إضاءة شمعة على قبر شهيد بمبادرة شخصية.

واشار الى انّ الادبيات التي استخدمها باسيل في الكحالة خلال جولته الاخيرة "كفّت ووّفت"، من غير ان يراعي علاقة التواصل والجيرة بين عاليه والكحالة. وسأل لماذا الكلام على معركتي ضهر الوحش او سوق الغرب في هذا التوقيت، ونحن الذين دفعنا ثمناً غالياً فيهما؟ وإذا كان هناك من يعتبر انّ سوق الغرب هي بوابة الشرعية وفق مفهومه لها، فنحن نعتبر انها كانت بوابة اتفاق الطائف التي عبرت منها الشرعية.

وشدّد شهيب على انّ النزاع او الخلاف الحالي ليس درزياً- مسيحياً ولا درزياً- درزياً، بل هو تحديداً مع باسيل الذي يحاول تطويق وليد جنبلاط والحد من فعالية نبيه بري وحشر سمير جعجع ضمن معراب وحصر سليمان فرنجية ضمن زغرتا، لكنه لن ينجح في هذا النهج الاقصائي والاستئثاري الذي يعتمده منذ انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية.

وقال شهيب ان ما بناه عون في "التيار الوطني الحر" يشكّل مسؤولية كبيرة، الا انّه سلّمها الى شخص ليس مهيئاً لتحمّلها، كاشفاً عن وجود أصوات بارزة في التيار تلتقي معنا.

وعن قول النائب طلال ارسلان بأنّه "نائب الفتنة، اجاب شهيب، الرد يأتي دائماً من صناديق الاقتراع في الانتخابات النيابية، وأنا لن أدخل في مهاترات.

وحول توزير الغريب لفت شهيب الى ان كلا من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والنائب طلال ارسلان كان قد أودع الرئيس عون خمسة أسماء ليختار منها الوزير الدرزي الثالث المُفترض ان يكون مقبولاً من الجانبين، الّا انّ رئيس الجمهورية انتقى صالح الغريب الذي ذهب فوراً الى احضان باسيل.

وعندما قيل لشهيب إنّ الغريب يمثل ارسلان تحديداً في الحكومة، اجاب، كلاهما ينتمي الى التكتل الذي يترأسه باسيل، وكتلة ارسلان هي مفتعلة أساساً، ونحن قررنا ان نترك له مقعداً في الانتخابات النيابية لاننا لا نريد ان نلغي أحدا.

وردا على سؤال كيف يمكن ان يكون اللقاء بينه وبين الغريب في اول جلسة لمجلس الوزراء؟ ردّ شهيب، توجد آداب نلتزم بها، ومشكلتنا ليست مع الغريب بل مع من يدفعه الى بعض الامور. لو فتح الغريب نافذة سيارته وخاطب الناس بهدوء، بدل الاستفزازات ومحاولة العبور بالقوة، لكانوا قد حملوا سيارته على الأكتاف.

ورأى انّ الخوف من الحقيقة هو الذي يعطل حتى الآن مبادرات الحل التي تعاون معها جنبلاط، إضافة الى انه أطلق بدوره أكثر من مبادرة، معوّلا على حكمة أصحاب القرار الذين يجب ان يتدخلوا لانهاء هذه الازمة والاتيان بالسلم المطلوب لينزل عليه العالقون في أعلى الشجرة.

وشدد شهيب على ان اتفاق الطائف هو الشرعية اليوم، ومن يتهمنا بالميليشيا نؤكد له ان هناك افرقاء بالحكومة لو ما  كانوا ميليشيا، لما كانوا على طاولة مجلس الوزراء اليوم. ورأى ان مشكلة البعض هي ان جنبلاط لديه مساحة واسعة للتحرك والهدف اليوم هو تطويعه.

واعتبر شهيب ان حزب الله هو من يملك القرار كما تبيّن من المقابلة التلفزيونية للسيد حسن نصرالله وخطابه الاخير، ولذلك طلب جنبلاط ان نتحاور مباشرة مع مندوب عن الحزب. وتابع، كنا قد اتفقنا على تنظيم الخلاف بيننا وعقدنا لقاءات مشتركة برغبة من الطرفين منذ عام 2008، وحتى عندما وقعت الازمة السورية سرت عليها قاعدة ربط النزاع، واستطعنا تحييدها عن العلاقة الثنائية التي لا يجوز ان "يفركشها" فتوش في نهاية المطاف.

وتابع قائلا "نعول كثيرا على حكمة اصحاب القرار وحرصهم على استقرار البلد، اما الاصوات التي نسمعها اليوم هي صدى لقرار سياسي، ولا يجوز بقاء الوضع على ما هو عليه في ظل منطقة تشتعل ووضع اقتصادي يترنح، واذا كان القرار لحزب الله فلنتحاور معه بدل ترك بعض الاصوات التي حجمها معروف للتحكم بالجبل جراء الدعم الذي تحظى به".

واوضح انّ الحزب التقدمي الاشتراكي يرفض التصويت في مجلس الوزراء على خيار المجلس العدلي، لأنّ من شأن القبول بمبدأ التصويت تثبيت نظرية الكمين التي لا نقرّ بها، لافتاً الى انّ مسألة المجلس العدلي لم تعد قضائية فحسب، بل اصبحت تكتسب بعداً سياسياً.

وردا على سؤال حول اسقاط الحكومة، اكد ان الجميع بحاجة للحكومة، خاصة وانها تشكلت بصعوبة، واذا اسقطت الحكومة بالضربة القاضية من الصعب تشكيل حكومة جديدة، لا سيما مع الدعم الذي يحظى به الحريري من رؤساء الحكومة السابقين. واعتبر ان مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم انسان على قدر المسؤولية، وهو لم يوكل اليه مهمة وفشل فيه.

ونبّه شهيب الى انّ لبنان لا يُحكم بمفهوم الغلبة او بفائض القوة، بل بالتعاون والشراكة بين مكوناته، مؤكّداً انّ الحزب التقدمي هو تحت سقف الدولة والقانون وليست لديه أي حسابات او رهانات أخرى.