عمّ الارتباك اللجنة المنظمة لأولمبياد باريس 2024 قبل ساعات من حفل افتتاح الأولمبياد، بعدما تعرضت شركة السكك الحديد الفرنسية "لهجوم ضخم" ليل الجمعة، وأغلقت مطارات، ليتسبب ذلك باضطرابات كبيرة في حركة التنقلات أثّر على أكثر من 800 ألف مسافر.
جاء ذلك رغم الحذر والاحتياطات الأمنية الكبيرة التي اتخذتها فرنسا وأكدها وزير الداخلية جيرالد دارمانان الذي قال إن السلطات الفرنسية قامت بفحص ما يقارب مليون طلب اعتماد للألعاب التي ستنطلق يوم 26 يوليو/تموز الجاري وإنها رفضت 4340 طلبا، بعضها بسبب مخاوف أمنية.
وقالت شركة السكك الحديد "إس إن سي إف" في بيان إن "العديد من الأعمال الخبيثة المتزامنة" أثرت على خطوطها الأطلسية والشمالية والشرقية"، لافتة إلى أن "حرائق متعمدة أضرمت بهدف الإضرار" بمنشآت الخطوط السريعة.
نتيجة لذلك، تشهد حركة القطارات السريعة "تي جي في" على هذه المحاور الثلاثة "اضطرابات كبيرة". وأضافت الشركة "نحن نقوم بتحويل بعض القطارات إلى الخطوط التقليدية، ولكن سيتعين علينا إلغاء عدد كبير منها".
وأوضحت الشركة أن خط القطار السريع الجنوبي الشرقي "لم يتأثر".
وأعلنت المدعية العام لور بيكيو في باريس أن الهيئة الوطنية لمكافحة الجريمة المنظمة فتحت الجمعة تحقيقا في "جميع الأضرار المتعمدة التي لحقت بمواقع شركة السكك الحديد". وأضافت في بيان أن التحقيق يتناول تخريب الممتلكات الذي يحتمل إلحاق الضرر بالمصالح الأساسية للأمة، والإضرار بنظام معالجة البيانات الآلي.
من جهته، أعلن رئيس مجلس إدارة شركة "إس إن سي إف" جان بيار فاراندو الجمعة خلال مؤتمر صحافي أن "الهجوم الضخم" على شبكة القطارات السريعة يؤثر على 800 ألف راكب.
ويأتي الهجوم قبل ساعات فقط من حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية 2024 في باريس، إذ كان العديد من المسافرين يعتزمون التوجه إلى العاصمة، كما يسبق عطلة لنهاية أسبوع تشهد حركة واسعة في وسائل النقل في موسم العطل الصيفية.
بدوره، ندد الوزير المنتدب للنقل باتريس فيرغريت بما وصفه بأنه "عمل إجرامي شائن"، محذرا من "عواقب بالغة جدا" على حركة القطارات.
وقالت وزيرة الرياضة أميلي أوديا-كاستيرا إن "هذه الألعاب مخصصة للرياضيين الذين حلموا بها منذ سنوات ويتنافسون من أجل الصعود إلى منصات التتويج، ويريدون تخريب ذلك".
وأعربت الشركة الوطنية للسكك الحديد عن أسفها قائلة "هذا هجوم ضخم على نطاق واسع لشلّ شبكة القطارات السريعة".
وبعد أن تحدث مصدر مقرب من التحقيق عن "عمل تخريبي"، أكد مصدر أمني تعبئة أجهزة الاستخبارات الفرنسية كافة.
وقال رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ متحدثا للصحافيين في القرية الأولمبية للرياضيين "ليست لدي مخاوف. لدينا ثقة كاملة في السلطات الفرنسية".
في محطة مونبارناس في باريس التي تخدمها قطارات الغرب والجنوب غرب السريعة، يتابع المسافرون شاشات العرض التي تعلن تأخير القطارات المغادرة لمدة تصل إلى ساعتين، ولمدة أطول للقطارات القادمة إلى المحطة.
وفي بوردو (جنوب غرب)، كان على الصحافي الرياضي بابتيست ليدوك (26 عاما) إبلاغ إدارته بأنه سيتغيب عن افتتاح الألعاب الأولمبية بسبب تأخير قطاره 3 ساعات و20 دقيقة، ومع ذلك فهو يبحث عن حل بديل، مع "توجه الجميع نحو الحافلات".
على المحور الشرقي، توقفت الحركة تقريبا منذ الخامسة صباحا على الخط السريع، أيضا بسبب "عمل تخريبي" قرب باني-سور-موزيل (شرق). وقالت شركة السكك الحديد "من المقرر استئناف الحركة بشكل طبيعي في 27 يوليو/تموز".
وعلى المحور الشمالي، استهدف التخريب منطقة أراس، حسب ما أشارت الشركة الوطنية للسكك الحديد، ومن المقرر استئناف النشاط في 29 يوليو/تموز.
تأثرت أيضا قطارات يوروستار التي تربط باريس بلندن وبروكسل، وفق لوحة المعلومات الخاصة بالشركة على الإنترنت.
وقالت الشركة لوكالة الأنباء الفرنسية "سيتم إبلاغ جميع الركاب عبر الرسائل النصية القصيرة عن سير قطاراتهم"، ونصحت "جميع المسافرين بتأجيل رحلتهم وعدم التوجه إلى المحطة".
وستنشر باريس 45 ألف فرد أمن لضمان سلامة الألعاب وحفل الافتتاح الفريد من نوعه الذي سيقام على طول نهر السين حيث ستطفو قوارب تحمل الرياضيين أمام مئات آلاف المتفرجين.