من المُبكر الحديث عن نتائج تبعات قرار المرشح لإنتخابات الرئاسة الأميركية والرئيس الحالي جو بايدن بالإنسحاب من السباق الرئاسي، خصوصاً أننا نتحدث عن إستحقاق ديمقراطي لا يزال في مراحل مبكرة، ويفصلنا أربعة أشهر تقريباً ليصل الى خواتيمه.
ومن جانب آخر، دعم بايدن لنائبته كامالا هاريس لا يعني أن ترشيحها قد حسم، فالديمقراطيون لم يعلنوا بعد إسم مرشحهم الجديد بشكل رسمي، إذ عدة عوامل ستكون مؤثرة ومقررة.
وفي هذا الإطار، ترى مديرة مكتب الشرق في "بلومبيرغ" في واشنطن هبة نصر، أن "هاريس عليها أن تفوز بـ 1969 صوتاً من عدد المندوبين الديمقراطيين"، علماً "أن شخصيات أخرى لم تسمها بعد مثل باراك أوباما ونانسي بلوسي".
ومن ناحية أخرى، عقب إنسحاب بايدن لم يحسم بعد قرار المندوبين الديمقراطيين الذين سبق ووقع إختيارهم على بايدن كمرشح. فهم الآن محررين، فماذا سيكون خيارهم، هل سينسحبون أو سيستمرون، وهل سيلتزمون بدعم بادين لهاريس، وفق نصر.
في هذا الصدد، سيجتمع حوالي أربعة آلاف مندوب ديمقراطي في شيكاغو بين 19 و22 آب المقبل لإختيار مرشح الحزب.
وترى نصر أن "دعم رئيس لنائبته ربما يكون له تأثير ولكن لا أحد يعلم"، معتبرةً أنه "من الممكن أن يكون هناك قليل من الخلل في العملية الديمقراطية لأن المندوبين يمثلون قرار الناس، فهل سيختارها الأميركيون لو كانت تتنافس مع شخصية أخرى"، مشيرةً الى أن "الديمقراطيين حالياً لا يمتلكون الوقت لإعادة الانتخابات التمهيدية".
أما العامل الآخر بحسب نصر، فهو قرار المتبرعين للحملات الانتخابية. وفي السياق، قالت المتحدثة بإسم حملة هاريس، لورين هيت، إن هاريس جمعت 49.6 مليون دولار من التبرعات في أول 15 ساعة بعد تأييد بايدن لها.
الى ذلك، لا يخفى على أحد أن قرار بايدن بالإنسحاب أتى نتيجة ضغوطات، لتحقيق الهدف الذي يريده الديمقراطيون، إلحاق الهزيمة بدونالد ترامب، على حد تعبير نصر.
وتوضح نصر أن "هناك جناحاً يعتقد أن بايدن سيسبب خسارة إذا بقي بمواجهة ترامب في السباق، وتراه حصاناً خاسراً"، ومطالبتهم بايدن بالتنحي محاولة من الديمقراطيين لإنقاذ وضعهم بمواجهة ترامب.
هذا وكانت مطالبات صريحة لبادين بالإنسحاب من قبل شخصيات عدة، إذ تشير نصر أيضاً الى أن هذا الإنقسام أتى بعد ضغوطات ودعوات ظهرت الى العلن من أكثر من 30- 35 عضو في الكونغرس.
وتلفت نصر الى ردة فعل ترامب بعد دقائق من إعلان انسحاب بايدن من الانتخابات الرئاسية، واصفاً إياه بـ "أسوأ رئيس على الإطلاق في تاريخ بلادنا"، إذ كان يفضل ترامب إجراء مناظرة أخرى بوجه بايدن تظهر للأميركيين أنه غير قادر على قيادة البلاد، على حد تعبير نصر.
وفي مكالمة هاتفية مع شبكة "سي أن أن" أعرب ترامب عن إعتقاده أن هزيمة هاريس ستكون أسهل من هزيمة بايدن.
وفي المحصلة، الصراع المرتقب للوصول الى سدة الرئاسة الأميركية قد يكون بين ترامب وهاريس، والطرفان ماضيان في حملتهما الانتخابية وحشد التأييد السياسي والشعبي. فهل كان يتوقع ترامب يوماً، أنه قد يتنافس مع من سبق له أن تبرّع بالأموال لصالح حملة إعادة انتخابها لمنصب المدعي العام لولاية كاليفورنيا، كما ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية.