بايدن يخلط الأوراق الرئاسيّة الأميركيّة... هل من تأثير على المشهد اللبناني؟
22 تموز 2024
13:40
Article Content
شكّل إنسحاب المُرشّح الديمقراطي الرئيس جو بايدن لصالح نائبته الحالية كامالا هاريس، إرباكاً لدى المُعارضة التي كانت تعدّ "العدة" لهزيمة الحزب الديمقراطي، إلّا أنّها وجدت نفسها أمام منافسة أخطر لا سيّما أنّها تحظى بدعم الرئيس الأميركي باراك أوباما.
وفي قراءة للتحوّل الجديد في المشهد الرئاسي الأميركي، يرى الكاتب الصحافي داوود رمال خلال حديثٍ مع جريدة "الأنباء" الإلكترونيّة، أنّ "إنسحاب بايدن عمليّاً هو خلط كافّة الأوراق، وبالتحديد لجهة كفّة المرشح الجمهوري دونالد ترامب. لأنّ الخُطط التي كانوا يَعدّونها لهزيمة جو بايدن لا يُمكنهم السيْر بها لهزيمة نائبته الحالية هاريس. ذلك لأنّها تمتلك القدرات الكافيّة، ولديها الكاريزما المختلفة كليّاً، إضافةً إلى أنّها تحظى بدعمِ كبير من الرئيس الأسبق باراك أوباما".
وأمّا وبالنسبة إلى تأثير ذلك على الساحة اللبنانيّة، وإذْ يرى رمال أنّه "علينا الإنتظار إلى حين إنتهاء الإنتخابات الرئاسيّة الأميركيّة. بالتالي تحديد هويّة الرئيس الفائز"، إلّا أنّه يضع تصوّريْن:
- في حال فاز المرشح الديمقراطي، يبقى المسار القائم لبنانيًا عبر المبعوث الأميركي الخاصّ إلى لبنان آموس هوكشتاين. كما هو عليه.
- أمّا إذا ذهبنا إلى خيار المُرشح الجمهوري دونالد ترامب. فالجميع يعلم مُعادلاته شرق الأوسطيّة. حيث من المرجّح أنْ يذهب بإتجاه إنهاء الحرب الروسية الاوكرانية، بالإتفاق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وسيُركّز على تصفية الصراع العربي- الإسرائيلي وفق صفقة القرن.
وهنا يُشدّد رمال على ضرورة أنْ "لا ننسى بمسألة ترمب بالتحديد هو أنّ في عهده فُرضت عقوبات قاسيّة جدّاً والتي طالت شخصيّات سياسية لبنانيّة أساسيّة"، موضحاً في هذا الإطار أنّ "سياسة ترامب إتجاه لبنان معروفة، فهي سياسة الفرض والإخضاع".
ويردف رمّال قائلاً، "إذاً علينا إنتظار نتائج الإنتخابات الرئاسيّة الأميركيّة لكي نعلم طبيعة هذه التداعيّات. في حال فاز ترامب سيزداد الضغط وحتى سيكون شديداً على لبنان. وأمّا في حال فازت المرشّحة الديمقراطيّة ستستمرّ السياسة الحاليّة على ما هي عليه وهي سياسة "الخطوة خطوة". الأميركيون أنهوا الملف البحري أيّ ترسيم الحدود البحريّة، ووعدوا لبنان حينها بوعودٍ مُغريّة جدّاً على المستوى الاقتصادي وغيره. إلّا أنّهم لم يفو بأي وعدٍ أو تعهد من التعهدات التي إلتزموا بها. وهذا الأمر عيْنه سينطبق على الحدود البريّة، وهوكشتاين أغدق سلفاً وعوداً بأنّ تثبيت الحدود البريّة سيعود بعائدات إقتصاديّة وإستثماريّة ضخمة على لبنان، لكنّنا نعلم سلفاً أنّهم سيأخذون ما يُريدون في ملف الحدود ولن يفوا بأي عهد أوتعهد بإتحاه لبنان".
لكنّ وفي جميع الحالات، فإنّ "أيّ رئيس أميركي جديد مُنتخب سيعمل وفق المصالح الإسرائيلية فيما خصّ الملف اللبناني"، وفق ما يؤكّد رمال.
أمّا فيما يتعلّق بالملف الرئاسي، يُوضح رمال أنّه "أصبحنا نفهم أكثر فأكثر التوجّه الأميركي. الأميركيون لا يقفون عند إسم رئيس الجمهورية في لبنان، لأنّهم يضمنون سلفاً أنّ أيًا كان هذا الرئيس سيكون على علاقة وطيدة مع الولايات المتحدة الأميركيّة، وذلك لعدّة إعتبارات معروفة".
إعلان
يتم عرض هذا الإعلان بواسطة إعلانات Google، ولا يتحكم موقعنا في الإعلانات التي تظهر لكل مستخدم.