الحوار المفقود والانقسام العمودي: لبنان على مفترق طرق
20 تموز 2024
09:55
آخر تحديث:20 تموز 202410:25
Article Content
تشهد الساحة الداخلية موجة اصطفافات سياسية لا مثيلة لها وقد تكون الأبرز في تاريخ لبنان المعاصر، حتى أن المعارضة تحوّلت إلى "معارضات" في ظل حالة انقسام عمودي حاد يبرز في أكثر من اتجاه بين الفرقاء السياسيين، بحيث يشير مراقبون إلى أنه في عزّ الحرب الأهلية في منتصف العام 1975 وصولاً إلى ما بعد ذلك بكثير وحتى في عزّ الإجتياح الإسرائيلي في العام 1982 كان الحوار قائماً بين المتقاتلين والمتخاصمين بدليل ما جرى من خلوات وحوارات بين الأقطاب اللبنانية وصولا إلى جنيف ومحطات كثيرة غيرها. لذا يبقى السؤال لماذا لا حوار اليوم ولا تشاور وهذا الخلاف الحاد؟
تذكّر مصادر سياسية عبر "الأنباء" كيف أن الحرب آنذاك انطلقت على خلفية التقسيم، معتبرة أن "التاريخ يعيد نفسه اليوم من خلال إطلاق بعض الدعوات أو طرح أفكار الكونفيدرالية والفيدرالية والتي تصب في خانة التقسيم السياسي والطائفي والمناطقي"، وهو ما يُصنَّف نقيضاً لاتفاق الطائف الذي يُمثّل السلم الأهلي والدستور ما يدل على أن حالة البلد غير سليمة على الإطلاق وتنذر بعودة الخلافات التي سادت مراحل معينة وأدت إلى حروب ونزاعات وفتن والذي لبنان ليس بصدد تحمّلها اليوم!
من هذا المنطلق، فإن المطلعين على بواطن الأمور يؤكدون أن قرار الحرب بحاجة إلى قرار دولي ودعم خارجي عسكري ومالي، والمطمئن بحسب المصادر هو أن هذا الدعم غير متوفر اليوم، وليس هناك أي بوادر خارجيّة للعودة إلى الحرب إلا أنه ثمت حالة انقسام سياسي وخلافات وتباينات حول الكثير من الأمور، إذ هناك معسكر سياسي يرفض دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى الحوار أو التشاور، والبعض الآخر يرحّب بها حتى أن أطراف مسيحيّة "لحقت نفسها" ومشت في طرح الرئيس بري كالتيّار الوطني الحر بحيث يلتقي رئيسه النائب جبران باسيل باستمرار برئيس المجلس عبر النائب غسان عطالله، والتواصل قائم بين ميرنا الشلوحي وعين التينة على خلفية قبول التيار بالتشاور.
وهنا يبرز تساؤل بأن يكون هناك مَن رسم حالة جديدة تعتبر تشكيل نواة تحالف من بعض القوى السياسية التي كانت متخاصمة، فيما بعض الفرقاء لا زالوا على مواقفهم بدون أي تبدل في لهجتهم السياسية أو طروحاتهم ما يدل على أن المرحلة القادمة ستكون مليئة بالمفاجآت ولكن المؤكد أن هناك اصطفافات وتحالفات جديدة في أكثر من اتجاه سياسي وحزبي ومناطقي.