يعيش لبنان ظروفاً صعبة انعكست على حركة السيّاح، حيث تأثرت بشدّة بالأوضاع الإقتصادية والسياسية القائمة. ولكن على الرغم من ذلك، ما زال البلد يجذب عددًا لا بأس به من الوافدين، لا سيما المغتربين. فماذا عن الأرقام لهذه السنة؟
أشار نائب رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري خالد نزهة إلى "أننا لم نصل بعد إلى مرحلة 2023 التي كانت سنة نموذجية، والمفارقة أنّ السنة هناك 5 علامات تجارية جاؤوا إلى البلد من الخارج، والقطاع يصدّر علامات تجارية مختلفة ومطابخ مختلفة مثل المطبخ اللبناني والإيطالي والفرنسي وغيرها".
واعتبر نزهة في حديث لجريدة الأنباء الالكترونية أنّه "لولا الحرب والإعتداءات الإسرائيلية كنّا حظينا بموسم رائع جداً مقارنةً مع العام الماضي". وأضاف "على الرغم من الإعتداءات اليومية وقلق اللبنانيين إلاّ أنّ المطار يشهد حركة قدوم كثيفة تبلغ حوالى 70% تقريبًا من الدّول العربية وأفريقيا، 25% من مصر، العراق، الأردن وغيرها من الدّول العربية و5% من الأوروبين وغيرهم". وتوقّع قدوم أعداد كبيرة جداً في حال توقفت الحرب في شهري الذروة في تموز وآب.
واللافت أن مغتربين وبنسبة كبيرة يقصدون لبنان لإقامة حفلات زفافهم، حيث قال نزهة: "لبنانيون كثر يعملون في أفريقيا والدول العربية يأتون ويقيمون أعراسهم هنا ويدعون معهم أصدقاءهم من مختلف الجنسيات، الذين بدورهم يصرفون الأموال في البلد وهذا الأمر جيد جداً".
لكن الحركة السياحية لم تتوقف، رغم تأثيرات الحرب، حيث كشف نزهة عن إفتتاح مجموعة من الـRoof Top على الواجهة البحرية، وهذه الاستثمارات مهمة جداً خلال الموسم.
ولكن أي تحديات يواجهها القطاع؟ يجيب نزهة: "الكلفة التشغيلية الغالية جدًا، فنحن نشتري الكهرباء والماء وليس لدينا مواصلات. ونحن ننسّق مع وزارة السياحة بشكل يومي، والتي وتساعد بكل الأنشطة على الرغم من الميزانية المحدودة. فيجب أن يكون لديها ميزانية كبيرة لكي نستطيع تسويق المطبخ اللبناني حول العالم. وما يحصل اليوم أننا نشارك في المعارض والمؤتمرات حول العالم على نفقتنا الخاصة".
رغم كل التحديات، لا زال قطاع السياحة يقاوم على طريقته، ويشدد نزهة على ضرورة إشاعة النفس الإيجابي كي يأتي اللبناني إلي البلد ويزور المغترب أهله ووطنه، خاتماً "لدينا قطاع جيّد من الطعام والشراب والسهرات".
صحيح أن المرحلة التي يمرّ بها البلد صعبة جداً، والحرب ترخي بثقلها على يومياتنا، إلا أن محطات أصعب عاشها وصمد وتخطاها. وصيف 2024 هو واحد من الأمثلة على قوة اللبناني وقدرته على تخطّي كل الصعاب.