"لبنان الوجهة الأفضل للسّهر متفوّقاً على لاس فيغاس وإسبانيا". باختصار، هذا ما أعلنه صانع المحتوى الشّهير هاري جاغارد، مُعتبراً أنّ لبنان "بلد رائع للسّهر". وانتشر فيديو "اليوتيوبر" بشكلٍ كبير وأخذ حيّزاً هائلاً من مشاركات اللّبنانيّين على مواقع التّواصل الاجتماعيّ، الذين أبدوا إعجابهم برأي جاغارد. لكن، علامَ استند في رأيه؟ وما الذي يُميّز السّهر في لبنان عن باقي الدّول؟
يشرح رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري طوني الرّامي أنّ "ما يُميّز لبنان هو شعبه وحبّه للحياة والتّرفيه والسّياحة عموماً في المطاعم والملاهي".
ويُضيف، في حديث لموقع mtv: "العامل الثّاني أنّ المغترب اللّبنانيّ يولي اهتماماً كبيراً للتّوجّه إلى لبنان من أجل لقاء عائلته الصّغيرة، وعائلته الكبيرة أي السّياحة، وعلى قدر اهتمامه بالمطاعم، يهتمّ أكثر بالسّهر".
ويُشير الرّامي، إلى أنّ "هذا القطاع يتميّز أيضاً بتعدّده وتنوّعه، فيشمل الحانات (Pubs) المُنتشرة في الأحياء السّياحيّة مثل مار مخايل والجمّيزة والحمرا والبترون، والملاهي اللّيليّة (Clubs) التي تنقسم، بدورها، إلى أنواع عدّة والتي تشمل عروض الـ One Man Show، الـElectronic Clubbing، والـ After Party Clubbing التي تستقطب أهمّ الـ Djs اللّبنانيين والأجانب من حول العالم، كما أنّ جلسات الـ Sunset أصبحت من الأكثر انتشاراً أيضاً في لبنان".
ويقول: "يهتمّ المُستثمر اللّبنانيّ بمؤسّسته بأدقّ التّفاصيل ويُخصّص ميزانيّة كبيرة للدّيكور، وهندسة الصّوت، كما أنّ التّقنيّات الموجودة في الملاهي والإضاءة لافتة جدّاً، وفرق العمل ودّيّة".
ويلفت الرّامي إلى أنّ "اللّبناني بطبيعته يحبّ أن يتنقّل في ليلة واحدة من الحانة إلى الملهى، ثمّ الى الـAfter Party Clubbing"، مؤكّداً أنّ "كلّ هذه العوامل ساهمت في جعل لبنان الوجهة الأولى والأهمّ للسّهر".
ويُشدّد على أنّ "إحياء الفنّانين العرب واللّبنانيّين حفلاتهم في لبنان هذا الصّيف شكّل حافزاً أساسيًّا لتوجّه المغتربين اللّبنانيّين إلى بلدهم"، مُشيراً إلى أنّ "ما حصل رسالة إلى كلّ العالم أنّ لبنان كان وما يزال بلد الفرح والسّلام والسّياحة".
ويوضح الرّامي أنّ "لقطاع السّهر مردوداً على اقتصاد البلد، وهو يشكّل 50 في المئة من القطاع المطعميّ في لبنان، ويؤمّن أكثر من 25 ألف وظيفة، ويُعتبَر مصدر رزق كثير من القطاعات".
ماذا عن حركة السّهر لهذا الموسم؟ يعتبر الرّامي أنّ "الحركة متوسّطة في منتصف الأسبوع، فيما تكون ممتازة في عطلة نهاية الأسبوع، وبالتّحديد، يومَي الجمعة والسّبت".
من جهته، يُؤكّد صاحب أحد الملاهي اللّيليّة إيلي بحوث أنّه فعلاً، ما يميّز لبنان هو شعبه، فرغم الوضع الاقتصاديّ السّيّء والحرب وكلّ الأزمات التي يمرّ بها البلد، لا يزال اللّبنانيّ يهوى السّهر، فيعتبره متنفّساً له".
ويُشير في حديث لموقع mtv، إلى أنّ "المُنافسة أصبحت مرتفعة ما أدّى الى تركيز غالبيّة أماكن السّهر على التّرفيه، فنرى عروضاً متنوّعة من فنّانين، إلى الألعاب النّاريّة، وصولاً إلى برامج ترفيهيّة متعدّدة كعروض الرّقص وسواها".
"وبسبب غياب السّيّاح، تضطرّ بعض الملاهي اللّيليّة إلى فتح أبوابها ثلاثة أيّام أسبوعيّاً، أي في عطلة نهاية الأسبوع فقط"، وفق بحوث.
إذاً، يبقى لبنان الرّقم الصّعب، وتحديداً في السّهر، رغم ما يُعانيه من أزمات، وهو كان وما يزال وجهةً للفرح والسّلام والسّياحة.