رأت صحيفة "دايلي صباح" التركية أنّه من الظلم تجاهل كفاح السوريين من أجل الحياة، معتبرةً أنّ الحرب السورية قد تكون من أهمّ الأجزاء في في كتب التاريخ المقبلة التي ستدرّس للجيل القادم.

وأضافت الصحيفة أنّه إضافةَ الى طول وتعقيد هذه الحرب، فالكارثة الإنسانية التي أوجدتها في الشرق الأوسط، ستترتب عليها أبعاد لا تنسى، فقد أدّت الحرب إلى أعمال لا يمكن تصورها من الفظائع والعنف الذي طال الشعب السوري، وحتى اليوم، يهاجم النظام السوري المدنيين في مناطق مختلفة من البلاد، كما يستخدم جميع آلات القتل المتاحة من أجل تهجير الجماعات والأشخاص الذين يعارضون حكمه الوحشي، وهكذا قتل مئات الآلاف من السوريين، وأصيب آخرون.

وتابعت الصحيفة أنّه مع عدم اهتمام المجتمع الدولي بما يجري في سوريا، لم يعد هناك أي مجال للتفاؤل فيما يتعلق بالوضع الإنساني على الأرض، وقد أظهرت الصور التي التقطت من مدن إدلب الأسبوع الماضي، في أعقاب الهجوم الجوي الذي نفذه النظام السوري، التهديد المستمر لحياة السوريين.

وأشارت الصحيفة الى أنّ محاولات النظام السوري لتحويل مدينة إدلب إلى حمام دم آخر توقفت نتيجة تدخل الحكومة التركية، مضيفةً أنّ استمرار تلك الهجمات كان سيولد تدفقًا كبيرًا للاجئين ومزيدًا من التدهور في أوضاع النازحين داخل سوريا.

وتوقفت الصحيفة عند استضافة تركيا لـ3.5 مليون سوري، حيث تتعامل الحكومة التركية مع هذه الأزمة الإنسانية. في المقابل، أدى صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا في السنوات القليلة الماضية إلى تحويل عدم الشعور بهذه المأساة الإنسانية إلى مشاعر معادية للاجئين.

وختمت الصحيفة المقال مشيرةً الى أنّه يجب البحث في الأسباب الرئيسية للصراع في سوريا، وليس مناقشة أزمة اللاجئين فحسب، واعتبرت أنّ جميع الجهات الفاعلة التي غضت الطرف عن هذه المأساة الإنسانية ستتم محاسبتها في كتب التاريخ المستقبلية.