يحدّد امين سر كتلة "اللقاء الديموقراطي" النائب هادي أبو الحسن، الموقف من مبادرة المعارضة بعد اجتماع أعضاء اللقاء مع نواب المعارضة، بأنه "في غاية الوضوح، لأننا نؤمن أولاً بأن واقع البلد الحالي وتوازنات المجلس النيابي والقواعد الدستورية لا تسمح بأن ينتخب فريق رئيساً في لبنان بمعزل عن الفريق الآخر، ونؤمن بأننا لا نستطيع أن نأتي برئيس من دون غطاء مسيحي، وغير مؤمنين بأننا نستطيع أن نأتي برئيس لا يوافق عليه الثنائي الوطني وباقي المكوّنات، ونؤمن بأن لبنان قام على مبدأ التسوية وكل خلافاتنا وصراعاتنا انتهت بحوار وبتسوية، فلماذا نرفض الحوار"؟
ويؤكد النائب أبو الحسن لـ "الديار" أنه "ما دام هناك من يتحدث عن الدستور والآليات الدستورية نحن حاولنا على مدى 12 جلسة وتقاطعنا مع المعارضة وقلنا هذا الكلام لهم، وكان التقاطع الأخير على اسم جهاد أزعور ووصلنا إلى النتيجة نفسها، وأعلنا أننا غير مستعدين لأن نستمر في المهزلة، وبالتالي كان الشعب اللبناني يستهزىء بهذا المشهد وقلنا تعالوا إلى شكل من أشكال التشاور والحوار".
ويستغرب أبو الحسن أن تتجاوز مبادرة المعارضة دور رئيس المجلس ودعوته للحوار، وقلنا للمعارضة تعالوا إلى المشترك، فكان الجواب، لا نريد أن نكرِّس أعرافاً دستورية قبل جلسات الانتخاب، فأجبناهم أن الدستور يجب أن يكون في خدمة المصلحة الوطنية والوطن والمواطن، وليس علينا أن نكون جميعاً في خدمة الدستور على اهمية احترام الدستور ، وبالتالي كم مرة تجاوزنا الدستور تعديلاً أو تجاوزاً من أجل المصلحة الوطنية؟ هناك شواهد في التاريخ، وأعطينا مثلاً في اللقاء مع المعارصة عندما اجتمعنا في الدوحة في أيار 2008 وتوافقنا على انتخاب الرئيس ميشال سليمان، وكان من أفضل العهود. فقد ذهب 128 نائباً وانتخبوا الرئيس سليمان وتجاوزنا الدستور، فعندما تحضر المصلحة الوطنية العليا، فإننا نتجاوز الشكليات، فلماذا لا نتجاوزها اليوم".
ويكشف أبو الحسن، أن "الرئيس بري يتميّز بمرونة اليوم، ولا يجب أن ننسى أننا مدعوون لمد اليد إليه، لأن أمامه مهمة داخل فريق الممانعة أو الموالاة مع حليفه حزب الله وباقي الحلفاء، لأنه وحده الذي يستطيع أن يساعد في التسوية إذا ما حصلت، وإذا كنا سنرفض الحوار مع الرئيس بري، ونرفض بالشخصي حتى الحديث معه ونريد فرض حل ولكننا عاجزون عن ذلك، فماذا سنفعل، سنكون كمن يصارع الهواء".
ورداً على سؤال حول ردّة الفعل السلبية فور الإعلان عن مبادرة المعارضة، يؤكد أبو الحسن، أن "اللقاء الديموقراطي هو في موقع وسطي ومعني بأن يكون صلة وصل بين القوى، فالمبادرة لم تكن سرّية، وقد صدرت في الإعلام، ولكنها حاولت أن تتجاوز الرئيس بري، إذ اعتبرت أن التشاور سيكون بين الكتل النيابية والنواب، ولكن بري هو الذي يرأس المجلس النيابي ، فكيف يمكن تجاوزه؟ علماً أنه يقوم بدور إنضاج الحل".
ونقل أبو الحسن، عن رئيس المجلس قوله لتكتل "اللقاء الديموقراطي" عندما زاره، "لا أريد رئيساً لحزب الله أو لحركة أمل، ولكنني أرفض أن يُفرَض علي الرئيس، فهو يحاول أن يقول بشكل أو بآخر، تعالوا لكي نتوافق، وقد قلنا ذلك لنواب المعارضة في الاجتماع معهم منذ أيام، وأقولها اليوم معك من خلال جريدة "الديار"، ولا بد من التذكير بأن الرئيس بري قال لنا أعطوني حواراً وخذوا رئيساً".
ويطرح النائب أبو الحسن سؤلاً حول ما إذا كان لبنان لا يستأهل تجاوز الشكليات؟ "فلبنان أمانة لدينا، ومستقبل اللبنانيين يتوقف على السياسيين الذين من المفروض أن يضحوا من أجل تأمين انتظام الدولة والمؤسسات، وهذا الأمر يبدأ بانتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة، ووضع برنامج إصلاحي واستعادة حقوق الناس ".
وعما إذا كانت لا تزال مبادرة المعارضة صالحة، يرى أبو الحسن، أن ما طرحته المعارضة هي أفكار ليست بجديدة، ومطروحة سابقاً، ولكن تم تظهيرها خلال اجتماعها، ولذلك، نحن نرحب بأي حركة تصب في الاتجاه الصحيح، ولكنها تبقى منقوصة ما لم يكن لدينا القدرة والإمكان لنجلس معاً ونتشاور ومن دون شروط".