نراك يا سيد الأوطان في حضرة الزمان نضال وخواطر، وفي ندرة مكانتك والمكان بين الأوطان لم تأبه ولم تأب المخاطر، فمصيرك مرتهن بمصيرها، أمنك استقرارك وسلامك من سلامها، فنحن بصدد بحث وتحرّ عن رئيس عتيد لدولة ذي السيادة ذي الكيان المستقل، يَمْثُل أمام محكمة الضمائر قاضيها حق شعب بالحياة، نتأمل إنفراجاً، بظل تهدئة عند جاري تلقي بظلالها في داري.
نراك محارب بين سطور تاريخ وطن عربي، بالأمس جسّد المعلم العروبة بلبنان الواحد الموحد بمجتمع عروبي علماني تقدمي يشهد على احترام خصوصيته، وطن جامع، فطرحت طروحاته بين تسوياتها فغدا شهيداً، واليوم أصبح لبنان "متراس" مؤازرة "كسيارة إسعاف" تنده لنجدة أيّ مصاب في بلدان العروبة، لكن أية جبهة "تمترست" لتجابه معه ما واجهه من استعمار احتلال وعدوان!!.
نراك سامٍ في القمم، إنما على منحدرات الجبال تتهاوى الأزمات، لا وقت للوقت لا صدى للصمت، نُنشئ الأمل لشباب، ويا خوفي من شيب المغيب، يشيخ الحلم يغرق غدي في أفق الغيب، يقال لا خوف على شعب يتكيف والظروف، عذب كالماء، انسيابي بالصيف لينعش ازدهار الاقتصاد، ويتجمد بالشتاء من صقيع التهديدات والإخفاقات، ويقال لا بد من بصيص نور، من أين!؟، من عتمة نفق ليل "متلألىء بالمدفعية" أو من تقنين الكهرباء، أو وضح شمس تكشف وضح البلاء!!، حيث تندثر الآمال، حيث عدو حرق وخرق الأرض والسماء التربة الهواء والماء. وطن مُصدِّر للحرف ومستورد للحرب، غدا بمصير يلهو به صناع القرار والسياسات المتناحرة على طريق تستغيث البقاء.
نراك وجع بالخمسة حواس، مشهدية الدمار، صمّت آذاننا من "جدار صوت" الصراعات، نشتم الموت برائحة المعاناة، نتذوق مرارة وضع نتلمس خطورته، تراها دوامة بحث وتحرّ عن أمل عتيد، عن رئيس جديد، لوطن مقاوم صنديد، لا خوف عليه وفيه شعب عنيد، لكن، لربما لدينا إلهام لا إلهاء، حدس أنه ذات الحديث عند كل حدث يتردد صداه نعيد ونعيد...، أَكذب المنجِّمون ولو صدقوا! لا على الاكيد.