بقلم: فريد مكارم
عصام فايز مكارم رجل الأعمال الناجح، والمغترب اللبناني الاستثنائي ذو النظرة الاقتصادية والصناعية الثاقبة. كان ولا يزال وسيبقى اسماً على مسمّى بعصاميته، وبمكارم الأخلاق التي جسّدها بخدماته وإنسانيّته، فقد وهبه الله محبة الخدمة العامة ونعمة العطاء بحيث كرّس حياته ونجاحاته في دعم مؤسّسات صحية، وثقافية، واجتماعية، تخدم وطنه ومجتمعه في لبنان والمهجر.
ولد عصام في أفريقيا في مدينة لاغوس، نيجيريا، و ترعرع بينها وبين ربوع بلدته الحبيبة رأس المتن، لتترسّخ في جوارحه جميع القيم التي يمثّلها لينجح بكونه رائداً في مجالات التجارة العامة والصناعة.
فقد أسّس مع إخوته شركة Moukarim Metalwood Factory Limited لإنتاج المفروشات الحديدية. وخلال عقدين من الزمن حققت الشركة نجاحاً كبيراً أدّى إلى تأسيس شركتين لا تقلّان نجاحاً عنها في مدينة لاجوس، وهما Moukafoam للصناعات الإسفنجية، و Moukapipe للغاز والصلب، ليصبحا من أكبر الشركات النيجيرية.
الجدير بالذكر أنّه تمّ انتخاب عصام كرئيس لغرفة التجارة والصناعة في مدينة كانو النيجيرية، ومن ثمّ رئيساً للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، فرع كانو، ثم نائباً للرئيس العالمي للجامعة.
كما تم تعيين عصام من قِبل سماحة شيخ العقل، الشيخ محمد أبو شقرا، والأمير مجيد أرسلان، ووليد بك جنبلاط، أميناً عاماً للمؤسّسة الدرزية للرعاية الاجتماعية في لبنان، وقد قام خلال فترة رئاسته للمؤسّسة بجولة حول العالم ليلتقي خلالها بالجاليات الدرزية في المهجر، وبالمؤسّسات الإنسانية العالمية لجمع الدعم والتمويل للمؤسّسة بهدف إعانة عائلات الشهداء والمحتاجين.
كما أنّه نجح بإقامة اتفاق مالي بين مؤسّسة الرعاية الاجتماعية وإدارة الجامعة الأميركية في بيروت لتقديم مبالغ مماثلة لما تقدمه مؤسّسة الرعاية لصندوق دعم أقساط الطلاب الدروز في الجامعة. وقد استفاد من الصندوق المالي مئات الخريجين.
وبالإضافة إلى ذلك تبرّع السيّد عصام بتمويل وتجهيز عدة غرف وقاعات في كل من الجامعة الأميركية AUB، واللبنانية الأميركية LAU، ومستشفى عين وزين AWH،
ومستشفى الجبل AJH، كما قام بإنشاء منح دراسية سنوية تقدم للطلاب المتفوقين أكاديمياً في المرحلة الجامعية.
وخدماته الإنسانية لم تقتصر على ما قدّم للمؤسسة الدرزية للرعاية الاجتماعية، بل تخطاها بكونه عضواً فاعلاً في مجالس إدارات جمعيات خيرية واستشفائية، مثل "مركز سرطان الأطفال سانت جود - بيروت ، مستشفى عين وزين - الشوف، مستشفى الجبل - المتن الأعلى، المستشفى الوطني - عاليه، مؤسّسة كمال جنبلاط الاجتماعية، ومؤسّسة الشيخ أبو حسن عارف حلاوي الاجتماعية.
وقد ساهم مع الخيّرين بتمويل وتجهيز هذه المؤسّسات الصحية بأحدث المعدات والأجهزة الطبية الحديثة.
لم يبخل عصام بخدماته الاجتماعية على بلدته رأس المتن، فقد انتُخب رئيساً لجمعية التعاضد المكارمي، حيث ساهم في تشييد أول مبنى لجمعية خيرية عائلية في الجبل. كما انتُخب رئيساً لبلديتها، حيث قدّم موقع القصر البلدي كهبة ليكون مركزاً مميزاً للبلدية. كما بنى لبلدته مدرجاً نموذجياً للألعاب الرياضية لخدمة الطاقات الشبابية في الجبل.
وقد عُيّن السيّد عصام كعضو في مجلس أمناء شركة سوليدير، وقد كان من كبار المستثمرين فيها ، حيث استثمر وشيّد مبنى تجارياً للمكاتب الحديثة في المنطقة التجارية لسوليدير في بيروت.
عصام فايز مكارم من الرجالات الكبار في الوطن، ومن أصحاب الأيادي البيضاء والهمم العالية. قد آمن بلبنان إيماناً لا شكّ فيه وأخلص له. لقد تركت خدماته للمؤسّسات والجمعيات بصمات كبرى من العطاءات.
عصام مكارم قدّر نِعمَ الله عليه، وعمل بما يرضي الله. وكان ولا يزال من المؤمنين، حامداً صابراً على قضاء الله وقدره في السرّاء والضرّاء أطال الله بعمره، وألبسه ثوب العافية، هو وشريكة عمره، السيّدة الفاضلة غادة الأعور مكارم، التي كانت خير داعمٍ له ولسيرته العطرة. بارك الله لهما، وكلّلهما بطاعته ورضاه.
(*) مصرفي وصناعي سابق