الرؤيوي الحكيم

11 تموز 2024 14:04:20 - آخر تحديث: 13 تموز 2024 16:07:52

يبدو أنه بين الفينة والأخرى، هنالك من يعمل على توتير الأجواء، تارة بشنّ حملات على سلوك البعض، وطوراً باتجاه اختلاق وتلفيق أخبار لا صحة لها، ولا أساسا لها على الاطلاق، ومن هذه التلفيقات ما حصل اخيراً من مشاغلة حول ملفات داخلية، معطوفة على ما يجري على مستوى رئاسة الجمهورية، او على مستوى ما يدور في الجنوب، وعلى كثير من الملفات، ترافقاً مع تأويلات واجتهادات ذهبت ادراج الرياح.

كل ذلك يثير المزيد من البلبلة على المستوى الداخلي، في وقت نحن بأمسّ الحاجة إلى التماسك. وهنا، نشير الى أن هكذا تصرفات ومشاغلات تثير القلق، وهي الى ذلك تخدم العدو المتربص للانقضاض والاعتداء على كل مقومات لبنان ومكوناته.

نعود لنقول: إن هذا البلد، لن يتمكّن منه أحد، فهو لكل أبنائه، فمهما حاول البعض رفع شعار التقسيم والفدرلة، والحلم بعزله عن محيطه، وإحداث شرخ بين مكوناته، فهو واهم، وقد يدفع الثمن من جديد.

في كل الأحوال، عندما تُقام التسويات الكبرى، لا وجود للصغار، ولا أثر لهم في المعادلة، خاصة، وأنه تاريخياً، التسويات النهائية تُصنع على ايدي الأقوياء. أما الآخرون، فلا قيمة لصراخهم ونواحهم..

ومن افضل الكلام، ما قام، ويقوم به الرئيس وليد جنبلاط، من نموذجية راقية، باتجاه مقاربته للملفات الشائكة، وتنظيم الخلافات، قبل هبوب رياح قد لا تبقي ولا تذر.

فحين استعرت الحرب في غزة، استشعر الخطر، مدركاً سرّ الامر قبل وقوعه، متناسياً الخلافات، داعياً الجميع الى التنادي لوحدة الصف، وترك الخلافات جانباً، على قاعدة القضية والمصير، دون التخلّي عن ثوابته الأساسية، وفي مقدّمها العزْف عن الصراعات، مُمتشقاً سلاح الحوار، والتلاقي، وصولاً ، وعلى عجل، إلى اصلاح ما بين ذات البين، خصوصاً، وأن ما نتجاهله اليوم، لن نستطيع فعله غداً. 

وبكلمة، إنه المنظّم والمهدّئ والرؤيوي والحكيم في كل وقت، وفي كل مرحلة، اتّسمت بالفوضى والاضطرابات، وبعض الانتكاسات والهزائم، داعياً فيها، الى تفاهمات، ترسي قواعد السلم الأهلي، انقاذاً للبنان من أزماته وعثراته، والى اليقظة والحذر مما هو آت... من هنا حُقَّ لنا ان نقول: إنه سيِّد الحياة السياسية.

واليوم، واستمراراً لنهجه، وحكمته، ومواقفة السياسية المشرّفة، وبحثه عن التسويات المجدية، والمصالحات، وايمانه بلبنان التنوع، لا لبنان الجلْد والعسْف والظلم الاجتماعي، نهتدي بهديه، ونقتدي برأيه.