Advertise here

القمّة الروحية بضيافة الموحدين الدروز... فهل تكون استثنائيّة؟

29 تموز 2019 20:20:00 - آخر تحديث: 10 أيلول 2020 12:03:29

غالباً ما ارتبطت القمم الروحية بالأزمات المتعاقبة التي شهدها لبنان، حيث كان يأتي اجتماع القادة الروحيين لكسر القطيعة السياسية في البلاد، وإن كان المشهد الفولكلوري يكاد يكون نمطياً بين كل القمم الروحية السابقة، باستثناء ربما القمة الروحية التي عُقدت في 4 تشرين الثاني من العام 1975، في بكركي صباحاً، وفي دار الفتوى بعد الظهر، وصدر بعدها بيان أكد فيه المجتمعون أهمية التلاقي والحوار ورفض التقسيم وضرورة الإصلاحات واحترام السيادة الوطنية، والتي ايضا لم تتمكن من وقف الحرب الاهلية التي التهمت لبنان على مدى 15 عاماً.

وفي ظروف استثنائية لا تختلف عن تلك التي عرفها لبنان في السابق، تنعقد القمة الروحية الاسلامية - المسيحية، يوم الثلاثاء، وهذه المرة في دار طائفة الموحدين الدروز في فردان، في رمزية واضحة بعد الأحداث المتنقلة الأخيرة في الجبل والتي لامست الخطوط الحمر، لا سيما في ظل ما يتم تصويره عن اهتزاز لمصالحة الجبل التي باركتها جميع المرجعيات الروحية في لبنان بعدما عقد رايتها البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير أثناء زيارته للجبل.

وأشارت معلومات خاصة لموقع mtv إلى أن القمة تأتي في لحظة وطنية دقيقة، وبالتالي يأتي انعقادها وفق التوقيت الوطني العام الجامع وليس ربطاً بحادثة البساتين حصراً، والتي ستحضر في المناقشات حكماً من بوابة التأكيد على ضرورة الاحتكام الى الدولة وأجهزتها الكفيلة بإظهار الخيط الابيض من الاسود، ومن دون تعطيل عمل المؤسسات وعلى رأسها مجلس الوزراء.

وفي هذا السياق، أوضح منسق مكتب الإعلام في المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز صالح حديفة، في حديث لموقع mtv، أن "القمة الروحية التي تُعقد عادةً بشكل دوري بين المرجعيات الروحية، تنعقد هذه المرة بشكل استثنائي نتيجة الأوضاع التي تمر بها البلد، والتي تشكل حادثة الجبل جزءاً منها، بالإضافة إلى الملفات الاقتصادية والمالية والمعيشية والاجتماعية والسياسية وتعطيل المؤسسات وغيرها".
ولفت حديفة إلى أنه في ظل عدم وجود إجماع سياسي أو توافق بالحد الأدنى في البلد على الكثير من المواضيع "كانت الفكرة بعقد اللقاء للعائلات الروحية اللبنانية لتقديم موقف وطني روحي جامع".

وتكتسب هذه القمة أهمية من حيث الشكل بدايةً، بعد تأكيد الحضور من قبل جميع رؤساء الطوائف، لا سيما مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ورئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان وباقي المرجعيات الروحية. وكان وفد من قبل مشيخة العقل قام بجولة على المرجعيات بحث فيها ظرف الدعوة إلى القمة، وجدول أعمالها والمواضيع التي ستناقشها والتي سيتم التركيز عليها في البيان الختامي.

وفي حين أنّ النقاط التي ستطرح هي في عهدة لجنة الحوار المسيحي الإسلامي التي هي جزء من عملية التحضير للقمة، علم موقعmtv ان "البيان الختامي سيؤكد على مرجعية الدولة والدستور والثوابت الوطنية والميثاقية والعيش المشترك، والتمسّك بميزة لبنان والحريات والتنوع، والتأكيد على حلّ الخلافات بالحوار والاحتكام للقانون والمؤسسات"، وانطلاقاً من هذه الثوابت ستحضر مصالحة الجبل مع التأكيد على رسوخها كمساحة للتلاقي وضرورة تعميمها وتحصينها اليوم أكثر من أي وقت مضى.

كما سيكون الموضوع الفلسطيني حاضراً أساسيًا في القمة، خصوصاً أن التطورات الأخيرة تستدعي موقفاً من القيادات الروحية لجهة رفض المخططات التي تستهدف القضية الفلسطينية وترمي إلى نزع الهوية الجامعة عن القدس.