استبدال مدارس لبنان بمدارس أبو بكر البغدادي... هل هذا هو المطلوب؟
10 يوليو 2024
10:14
Article Content
يعاني لبنان من أزمات كثيرة، في اقتصاده ومصارفه والفراغ في رئاسة والعدوان الحاصل على الجنوب وضغط ملف النزوح وغيرها الكثير، إلا أن أزمته الكبرى، لا بل مصيبته، هي بطريقة إدارة هذه الملفات والعقلية المستحكمة بالبعض فيه، وفيها من الغرابة واللامنطق ما يكفي لنفهم بعض أسباب معاناة هذا البلد.
ملف النزوح أحد هذه الملفات الشائكة، الذي يفضح يوماً بعد يوم مما تظهره بعض المواقف والتصريحات من عنصرية اولاً، والأخطر هو ما تعكسه من غياب أي أفق للتفكير السليم في معالجة الملف، والغرق البديل في التنظيرات المطروحة.
فهل يُعقل أن تخرج أصوات، وبعضها عن كبار القوم، تنادي بإقفال أبواب المدارس اللبنانية بوجه التلاميذ السوريين، ممن لا يملكون أوراق ثبوتية، بحجة ضبط ملف النزوح؟
لا يختلف لبنانيان على أن أزمة النازحين تستوجب حلّاً بأسرع وقت ممكن، ولكن الى ذلك الحين، هل نقدم بأيدينا على مفاقمة الواقع ليصبح أكثر كارثية؟ ولا داعي للتذكير هنا بالتوصيات التي صدرت عن مجلس النواب أو بورقة التي قدمها الحزب التقدمي الإشتراكي بهذا الخصوص.
فأي بديل يقدمه أصحاب نظرية رفض استقبال التلاميذ السوريين في المدارس اللبنانية؟ هل المطلوب أن يُرمى بهم في براثن الجهل والتطرّف والتعصّب وفي الشوارع؟ وهل هكذا خطوة تسهّل عودة النازحين؟ وإذا رُفضوا في مدارس لبنان ولم يعد النازحون في المدى القريب، مَن يحمي المجتمع اللبناني من ارتفاع مستويات الجريمة والسرقة والعنف؟
لا خلاف على أن البلد في أزمة، لكن الكباش مع المجتمع الدولي لا يبشّر بعودة قريبة لهؤلاء، كما لامبالاة النظام السوري، وضعف دور لبنان الرسمي. ما يستدعي عقلانية في مقاربة الملف وعدم أخذ البلد الى مكان آخر تتقاذفه الفوضى والفتنة.
فلنرأف بهذا البلد وشعبه، ولنتسلّح بإنسانيتنا قبل أي شيء آخر، ولنعد إلى جوهر دور لبنان التاريخي وهو الذي علّم وخرّج وأرشد، واحتضان التلاميذ السوريين وتعليمهم في مدارسنا لضمان المستقبل... إلا إذا كان بديل أصحاب النظريات العظيمة هو مدارس أبو بكر البغدادي!