تتجه الأنظار إلى دار طائفة الموحدين الدروز غداً الثلاثاء، حيث ستنعقد القمة الروحية الإسلامية - المسيحية بدعوةٍ من شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، وبحضور رؤساء الطوائف الذين أكدوا مشاركتهم، ولا سيّما البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، ورئيس المجلس الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان وسواهم من المرجعيات.
وتكتسب هذه القمة أهميةً استثنائيةً في الشكل والمضمون. فمن حيث الشكل تأتي القمة في ظروف غير عادية تمر بها البلاد، وفي ظل شلل عمل الحكومة، والمس باتفاق الطائف من خلال بعض الممارسات، في حين أن حادثة البساتين لا زالت ترخي بتداعياتها على المشهد الوطني.
ومن حيث الشكل أيضاً فإن القمة الروحية تنعقد في المقر الرسمي الشرعي الوحيد للطائفة الدرزية في مرحلة يبدو فيها بأن هناك محاولة لخلق شرخٍ في الجبل على أكثر من صعيد من بوابة التشكيك بمصالحة الجبل التي أنهت حقبةً أليمة من تاريخ لبنان.
ومن هنا فإن القمة الروحية ستعيد وضع النقاط على الحروف بدءاً بما يتعلق بمصالحة الجبل، والتأكيد عليها مجدداً والتمسّك بها، كما الدعوة إلى الاحتكام إلى الدولة وأجهزتها الأمنية والقضائية في الأحداث التي تحصل، وتحييد مؤسّسات الدولة التي يجب أن تمارس دورها في هذه الظروف الدقيقة سياسياً، وإقليمياً، واقتصادياً، وحيث سيكون للقمة موقفٌ واضحٌ من ضرورة عودة مجلس الوزراء إلى الانعقاد، ومتابعة قضايا اللبنانيين.
