معهود أن وطننا جنة على الارض، جذور متأصلة والأعماق وشموخ كياني يحاكي السماء، لوحة وجودية ثلاثية الأبعاد: وطن شعب وحياة، لا حياة بلا شعب، ولا حياة لشعب بلا وطن.
كونية النشأة إطارها بتأريخ سرمدي، أيها المتأمل الناظر إليها سنقوم بجولة محلية تجسيداً لحدودها، فطباعة التاريخ تلقي بظلالها على الجغرافيا، نبدأ بشمال شمل الأصالة طباعاً وطُبع بالفقر المدقع الأسوأ معيشياً وزعمائه الأثرى عالمياً، وحدود شرقية بمعابر عبرت للجوء، وربما عبّدت للتهريب، وهروب مواطنين شقوا البحر غرباً بحثاً للنجاة بزوارق "النجاة"، وجنوب يتحدى حرباً يصارع البقاء، وعاصمة تلملم جراحها.
أصِبتَ بالريبة الإرتباك والذهول أيها المتأمل!؟، مهلاً، سنقوم بجولة استطلاع لسمائنا المضيئة، نحذرك من مطبات هوائية وفقاً لأهواء الافرقاء، لا لنرصد النجوم وضيائها،بل لنمايز بين هنا وهناك، مصطلح لا لقياس قرب أو بعد مبدأنا، بل للتباين المناطقي ببلد بطُل فيه العجب، وطلّ المنطق بالشجب.
هنا تُقرع طبول الأفراح سهراً بالإحتفالات بالمفرقعات النارية، لربما تزف تخرّجاً بشهادة، هناك تُقرع طبول الحرب، والصواريخ والقنابل المضيئة، وجدار الصوت، إنذاراً للسهر على عدو يحتل حدود مقاوم يزف بالشهادة، هنا "قتال"الحياة بإرادة الحياة، للسلم والتفاوض الغير المباشر، هناك قتال موت لتحرير الحياة، "غاية الحرب السلم"، هنا التقدم ركيزة الإقتصاد والإيرادات، هناك الحرية ركيزة الصمود والحق.
"لا تكون حرية ولا تقدم من دون وعي"،ركيزة جنّدها المعلم لنحيا الحياة،"بقيادة وطنية لبناء استقلال لبنان، علاقتها بشعب لبنان الواحد، وبلبنان الشعب الواحد"، فالحرية جهاد والتقدم ضرورة جدية عقيدة اشتراكية جدت لقيادة تجتذب الشغور والإنهيار والإفلاس والشتات، وحرب أودت بالإنتخابات البلدية.
وكادت بالإمتحانات الرسمية، وكي ينصب تركيز الطلاب على ورقة الامتحان، لا القصف على مراكزه، صيغت الإجراءات الاحترازية من وزير التربية، فالعدو امتحن بسوابق مشهودة، ولقد كان التحذير الإشتراكي سبّاقاً من توسع رقعة الحرب سيما أن قواعد الاشتباك قد تغيرت.
عند مفارق الأحداث تتشابك الإنقسامات، وكأنه صيف وشتاء تحت مظلة واحدة، لبنان، وإن غلّبته وقلّبته الأزمات ،قلبه نبض تراب الجبال والسهول، إن عَقَدنا وأذهاننا للحوؤل بعِقَدها، لا بد لغيمة الصيف بالعبور، فيحلّ عن أذهاننا الذهول، وتأتي الحلول.