تشكل التكنولوجيا والإبتكار أدوات أساسية في خلق مبادرات لحماية البيئة والتكيف مع التغيرات المناخية تحديداً من خلال الشركات الناشئة ودعم الشباب في قيادتها، خصوصاً أن الإدارة البيئية الفاعلة تحتاج الى محفزات ومسرّعات لكفاءة إستخدام الموارد وتقليص ما يؤذي البيئة ويحسّن الأداء البيئي.
توضح جنى كرباج، مديرة البرامج في "بارك إنوفيشن" أنه "إنطلاقاً من أهمية تمكين المجتمعات وخاصة الريفية، تسعى بارك أنوفيشن الى دعم الشباب عبر برامج ريادة الأعمال كذلك برامج تطوير القدرات والتوظيف، مشيرة الى أنّ "التركيز يتم على دعم رواد الأعمال في عدة مجالات من أبرزها مشاريع الطاقة النظيفة والمتجددة، وتكنولوجيا الزراعة الحديثة، بالإضافة الى مشاريع التنمية الريفية، والبيئية المستدامة".
وخلال العامين 2023 و2024 تلقى اكثر من 100 مشارك في برامج بارك تدريباً على ريادة الأعمال ودعماً تقنياً ومادياً للمراحل الأولية من مشاريعهم، وتشير كرباج الى أنه من بين رواد الأعمال 40 شابة، إذ كان التركيز الدائم على إستقطاب أكبر عدد ممكن من المبادرات التي تقودها النساء وذلك إنطلاقاً من أهمية تمكين المرأة الذي سيسهم ايجابا تطوير المجتمعات المحلية والريفية".
وتعدد كرباج عدداً من الشركات الناشئة والمبادرات التي إنطقلت تحت مظلة "بارك إنوفيشن" وتصب في حماية البيئة والتكيف مع تداعيات التغيرات المناخية، وإيجاد حلول مستدامة لها: "لعبة زراعية تعتمد على تقنيات الواقع المعزز والافتراضي تساهم في نشر ثقافة حماية البيئة والزراعة، مبادرة اخرى تهدف الى توفير بذور عضوية عالية الجودة للمزارعين، شركة ناشئة تقوم بإنشاء أجهزة هضم الغار الحيوي والتي تعد بديلاً مستداماً لغاز البروبان للمزارعين، منتج ثوري يجمع بين الطاقة الحركية والطاقة الشمسية لتوليد الطاقة المتجددة أثناء التنقل، شركة متخصصة في تطوير وتسويق حل مبتكر لمعالجة مشاكل Pratylenchus في الزراعة، تطبيق لتطوير نظام دوران للألواح الشمسية يعظم امتصاص الطاقة من خلال تتبع حركة الشمس طوال اليوم، تطبيق Routesense لمحاولة حل أو على الأقل تحسين قطاع النقل العام بشكل تدريجي من خلال مساعدة السائقين والمستخدمين، مزرعة فطر رائدة في منطقة الشوف، تتبنى نهجاً مبتكراً لتحويل نفايات القهوة إلى فطر وسماد قيم، زراعة هيدروبونية ثلاثية الأبعاد، تقدم حلول مستدامة وفاعلة تضمن الأمن الغذائي، وتقلل من التأثير البيئي، وتحسن الوصول إلى المنتجات الطازجة والمغذية".
بالتأكيد إن الحلول التكنولوجية والإبتكار داعم أساسي وركيزة في مواجهة التحديات البيئية، والمشاركة الفاعلة في تنفيذ المبادرات البيئية. كما أن دور رائدات ورواد الأعمال في قيادة مشاريع ناشئة تحمل أهداف تخدم الإنسان والبشرية وتحمي البيئة، تدفع بالتأكيد نحو توجهات بيئية إيجابية وتفعّل الاقتصاد المعرفي في آن.