تعود أزمة الإتصالات إلى الواجهة لترمي بثقلها على الواقع اللبناني المأزوم، والخوْف اليوم من تكرار سيناريو تعطّل الإتصالات مع التلويح بإضراب للعاملين في هيئة أوجيرو رفضاً لسياسة المُماطلة في صرف الأموال للهيئة لأسباب تخفي وراءها القضاء على هذا المرفق.
وعاد الحديث عن إضراب مُحتمل لموظفي "أوجيرو" مع البيان الصادر عن المجلس التنفيذي لنقابة موظفي هيئة أوجيرو، الذي دعا إلى مؤتمر صحافي يوم الخميس في 4 تموز 2024 الساعة الحادية عشر 11:00 صباحاً في مقر النقابة (مركز بئر حسن)، للاعلان عن الخطوات التي سيلجأ اليها المجلس لمواجهة المخطط الذي بات واضح المعالم والهادف الى تصفية هيئة أوجيرو وصولاً الى وضع اليد على المرفق العام للإتصالات الذي بات الشريان الحيوي الوحيد للبنان، للعاملين ولسائر المقيمين فيه".
مصادر معنيّة بالملف، والتي عبّرت عن "إستيائها ممّا يحصل في موضوع الإتصالات، إختصرت واقع "أوجيرو" بالتالي: "الوضع غير سليم"، ولفتت المصادر خلال حديث مع جريدة "الأنباء" الإلكترونيّة إلى أنّ "الهيئة لم تحصل على الأموال التي خُصّصت لها في موازنة 2024 لا سيّما تلك المتعلقة بالمصاريف التشغيليّة والإستثماريّة، وحتى الأموال المُخصّصة لرواتب الموظفين لم تحصل عليها بالكامل".
وفي هذا الصدد، تؤكّد المصادر أنّ "لبّ المشكلة هو عدم قيام وزارة الماليّة بصرف الأموال المُخصّصة للهيئة".
وتبني المصادر رأيها على معلومات تكوّنت لديها عن نيّة لدى "الموظفين باللجوء إلى إعلان الإضراب التحذيري نهار الخميس، على إعتبار أنّ الوضع لم يعد يَحتمل المُماطلة حيث أنّ الأوضاع من سيء إلى أسوأ".
وتٌبرّر المصادر للموظفين هذا الإتجّاه، وتقول: "كيْل الموظفين قد طفح، وسئموا الوعود التي لا تُنفذ بل تبقى مجرّد كلام"، وتصف الظروف السيئة التي يعيش فيها الموظفون في عملهم حيث يعملون "بمعدّات تحتاج إلى الصيانة، ولكن ذلك مُتعذّر بسبب عمد صرف الأموال اللازمة لذلك".