"غيْمة صيْف عابرة"، بهذا يُمكن توصيف ما حصل بين الصرح البطريركي والمكوّن الشيعي متمثلًا بالمجلس الشيعي الأعلى، فعظة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي التي إستفزّت المجلس الشيعي ودفعته إلى مقاطعة لقاء بكركي مع أمين سر الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين لم يُقابله الصرح البطريركي بالمثل، حيث شارك رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم، وبتكليف من البطريرك، في إحتفال إطلاق كتاب الغدير والإمامة برعاية المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى. وبالتالي فإنّه على ما يبدو هناك محاولات لردم "الهوّة" التي خلفًتها عظة البطريرك في نفس المكوّن الشيعي.
فماذا يقول الأب أبو كسم حول ما حصل؟ وكيف ستكون إرتدادات ذلك على العلاقات الإسلامية - المسيحيّة لا سيّما في ظلّ هذه الظروف الدقيقة والحسّاسة؟
يؤكّد أبو كسم لجريدة "الأنباء" الإلكترونيّة أنّ "الجرّة لم تنكسر بين بكركي والمكوّن الشيعي ولن ندعها تنكسر".
ورفض تسمية غياب نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب في لقاء بكركي أمس بالمقاطعة، بل عدم مشاركة، معتبراً أنّ "لديهم أسبابهم، والبعض أشار إلى أنها أتت ردّاً على عظة البطريرك الراعي الأحد الماضي، لكن لم يتم الحديث عن هذا الموضوع إلا يوم اللقاء، وأخذوا موقفاً من الموضوع".
ويضيف: "كانت هناك دعوة سابقة للبطريرك الراعي للمشاركة في ندوة في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وكلفني سلفاً بتمثيله. وبعدما حصلت عدم المشاركة، كان هناك إصرار من قبل البطريرك على مشاركتي في الندوة، الذي أكّد بأننا لن نقاطع أي أحد وأنّ بكركي لا تقاطع أحداً، وإن قلبنا كبير ونتعاطى مع القضايا بترفّع ولا نعادي أي طرف. من هذا الباب كانت مشاركتي في الندوة. وهذا الكلام قلته بصراحة في المجلس الشيعي للشيخ الخطيب. وإعتبرت أنها غيمة وستمرّ، لا نريد أنْ تكبر القصة أو أنْ تُعطى أكبر من حجمها، ونتمنى أنْ تعود المياه الى مجاريها".
ورداً على سؤال، أجاب بأنّ "القمة كانت في الصباح والندوة بعد الظهر، لكننا لم نكن نريد أنْ نجعلها "وحدة بوحدة"، ولا يجب أن تكون كذلك. هذه طريقة بكركي. البطريرك الراعي لا يقاطع ولا يعادي أي أحد، بل يترفّع في هذه القضايا، وكلام البطريرك كان واضحاً، إستباقاً لعدم صبّ الزيت على النار. حصل نقاش حول الموضوع، لكنها غيمة وتمرّ وستترتب الأمور".
وعمّا إذا كانت المسألة مرتبطة بعظة الأحد، يجيب أبو كسم: "هذا ما فهمته، أنّ هناك عبارة مرّت في العظة ازعجتهم وإعترضوا عليها".
هل طلبوا منكم في المجلس الشيعي ايصال أي رسالة للبطريرك؟ يجزم أبو كسم: "كلا"، مشدّداً على أنّه "يجب ألا تنكسر الجرة بين اللبنانيين خاصة في هذه الظروف. نمرّ بمشاكل كبيرة، لذلك نحن بغنى عن الوقوع بمشاكل بين بعضنا البعض".
وعن الإستقبال في المجلس الشيعي، فيؤكد الأب أبو كسم أن "الإستقبال كان جيداً وفوق العادة، وعلى الراحات كما يُقال، وكل الأمور كانت إيجابية".
ويختم أبو كسم حديثه، بالقول: "إنشالله تكون غيْمة ومرّت بين بكركي والمجلس الشيعي".
[6:48 pm, 26/06/2024] Nader(anbaa):