مسيرة جورج حاوي الوطنية إن حكت توقظ ذاكرة الكثيرين، كما تحيي محطات القضية النضالية في تاريخ لبنان الحديث، التي أقلقت مشاريع ومخططات إستهدفت لبنان سياسياً، محلياً وخارجياً!
جورج حاوي اليساري رفيق كمال جنبلاط ومحسن إبراهيم ووليد جنبلاط في الدفاع عن عروبة لبنان والتوق الى إرساء دولة مدنية علمانية عابرة للطوائف ومقاومة طموحات أن يكون لبنان ساحة. ورفض القوى الوطنية أن يكون لبنان ساحة، لم يكن أمراً مستحباً ومباحاً بالنسبة لما كان يحاك إقليمياً ودولياُ، فكان إستهداف الحركة الوطنية في الثمانينات من خلال التصويب على مشروعها الإصلاحي المتقدم والمنقذ للبنان.
المواكب لمسيرة حاوي النضالية السياسية والتحريرية والثورية يستشف رؤيته للبنان، برفض الوصاية وعدم الإكتفاء بالإصلاح السياسي لا بل العمل من أجله، وذلك في مفاصل مختلفة منذ السبعينات ولحين إغتياله، وهو من سعى مراراً الى اللقاء مع الأخصام في السياسة وحُصر تكراراً ولم ييأس.
أما حول القضية الفلسطينية ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي، فكان حاوي من بين المقاومين السياسيين والعسكريين، إذ كان الى جانب وليد جنبلاط ومحسن إبراهيم في إطلاق جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية (جمّول) من منزل كمال جنبلاط، مصراً على ألا توسم بصبغة طائفية أو فئوية أو تجنح عن هدفها الوطني والتحريري في دحر المحتل الإسرائيلي عقب إجتياحه للبنان في العام 1982.. فكانت المقاومة الوطنية!
في رثاء الشهيد حسين مروة عام 1987، قال حاوي "نحن لسنا مخيّماً، ولا طائفة، ولا منطقة جغرافية، ولا موقعاً عسكرياً، نحن قضيّة، وقضيتنا ليست قضية حزب فقط، إنها قضية كلّ الوطنيين، قضية الوطن، قضية الأمة. ولم نكن في دفاعنا عن أنفسنا ندافع عن حزب، بل عن هذه القضية كما نفهم، ونعيش. كنا مجبرين على الدفاع عن أنفسنا..." ومن رثى رفيق النضال إغتيل في العام 2005، بعد إغتيال دولة الرئيس رفيق الحريري وإجتماع لبنان بجناحيه ووقف صفاً واحداً بوجه النظام السوري وأياديه في لبنان من أجل قضية لبنان وسيادته وحريته وقراره المستقل.
جورج حاوي الشيوعي الماركسي اليساري المتطرف للبنانيته وعلمانية الدولة ومدنيتها، لبنان يستذكره مع كل ذكرى وفي كل تاريخ مفصلي. يستعيد مواقفه مع كل حدث ومأزق لبعدها الإستراتيجي والوطني!