الموت حقّ لكنَّ الفراق صعب
20 يونيو 2024
11:01
Article Content
وداعاً دريد ياغي أيها المناضل الشريف وصاحب السجّل الأبيض النظيف...
وداعاً يا من بقيت وفيّاً للمعلم الشهيد وتابعت المسيرة تحت قيادة الوليد بكلِّ عزمٍ وثباتّ حتى الرمق الأخير.
وداعاً أيّها التقدّمي الإشتراكيّ الذي كنتَ مثالاً وقدوة في نضالكَ، والتزمتَ بمبادئ الحزب ورسالتهِ وبما وردَ في ميثاقهِ وقرنتَ القولَ بالفعل وما بدَّلتَ تبديلا.
وداعاً يا أبن بعلبك البار... بعلبك التاريخ العريق والمجدَ التليد والشَّمس التي لا تغيب.
عرفناكَ عن قرب ونشهدُ بإخلاصكَ وتفانيك ووطنيتك وعروبتكَ ودماثة خلقك وصدق التزامك...
عرفناك محبّاً لكلِّ الرفاق من كل الطوائف والعائلات والمناطق...عرفناك عزيز النفس معطاءً...
عرفناك مدافعاً عن حقوق الناس الضعفاء... عرفناك لا تتخلّف عن مناسبةٍ حزبيةٍ ووطنية...
عرفناك رمزاً نضالياً كبيراً...
عرفناك مقداماً شجاعاً لا تهابُ المنايا... عرفناكَ متواضعاً عن غير ضعف وقويّاً بقوة الحقِّ واليقين...
عرفناك ثائراً على الظلمِ والطغيان تأبى إستغلال الإنسان لأخيهِ الإنسان...
وداعاً يا صاحبَ المحطات النضاليّة المشرّفة لبنانياً وفلسطينياً وعربيّاً.
وداعاً يا من تركت بنهجكَ وسيرتكَ بصمةً في تاريخ الحزب لا تمحى.
وداعاً يا من عشتَ بمقاييس أخلاقيّة وتربوية خارج الزمن الذي نعيش.
كم سنفتقدكَ في هذا الزّمن اللبناني والعربي والإنساني الرديء!
وكم كان يحلو النضالُ معكَ ويطيب الحديث إليك!
وكم سنشتاق إليك وإلى رجاحةِ عقلكَ وإتزانك!
فمثلُكَ يبقى حيّاً في القلوبِ والضمائر ولا يغيب إلا جسداً.
في رحابِ الخلد والضياء أيّها الفقيد الكبير الراحل.
لروحكَ الرحمة والسلام وأحر التعازي القلبيّة لعائلتكَ ورفاق دربك وأصدقائكَ وأحبائكَ، وبصورةٍ خاصة إلى الرئيس وليد جنبلاط الذي وقفتَ إلى جانبهِ في أصعبِ المراحل وأشدّها خطورة وما تلكأتَ أو تردّدتَ يوماً.
إنَّ البصمةَ الجميلة تبقى وإنْ غاب صاحبها،
وإنَّ طيفك الحبيب كرمزٍ نضاليّ كبير لنْ يفارقنا أبداً
سبق لوكالة داخلية الشويفات - خلدة أن قدَّمت لهُ درعاً تكريمياً عربونَ محبَّةٍ ووفاء في حفلٍ مهيب، وكانت علاماتُ الفرح والإمتنان بادية ًعلى وجههِ. وكذلك "جمعية كمال جنبلاط الفكرية" قدّمت لهُ درعاً آخر في قاعة الرسالة الإجتماعية - عاليه.
وداعاً رفيق دريد سوف نفتقدكَ كثيراً... ستبقى علماً من أعلام الحزب ورمزاً من رموزهِ الكبار.
لترقد روحك بسلام.