رحل دريد ياغي مثقلاً بهموم زمانه بعد أن أعياه المرض وأعياه الزمان…
كان رمزاً صادقاً لجيل آمن بالعروبة رابطةً حضارية وانتماءً جامعاً للأمة على تنوعها الكبير.
وبفلسطين قضيةً عادلة تستأهل أن تُفتدى بالغالي والنفيس.
وبالانسانية الرحبة السمحاء أفقاً واسعاً يحرر بني البشر من ربقة الانتماءات الضيقة وظلام قيعان الماضي العميقة، وينقلهم الى الامداء المضيئة للمستقبل.
وبالاشتراكية سبيلاً لنشر العدالة الاجتماعية وتخفيف أثقال الفقر والعوز والحرمان، ومنطلقاً لتوزيع الثروات بالكفاية والعدل، فوجد في فكر كمال جنبلاط ضالته فاعتنقه بكل جوارحه، وجُبل به حتى باتت التقدمية الأشتراكية بالنسبة اليه كلون عينيه وفئة دمه وبصمة صوته!
سلك دروب النضال الطويل في الحزب وفي مهنة المحاماة وبين الناس على الأرض، مؤمناً بقناعاته، وفياً لمبادئه ومدافعاً صلباً عن افكاره، تسعفه في كل ذلك أصالة بعلبكية عميقة، وجذور ريفية راسخة. ورغم المرارة التي قد تلمحها في بريق عينيه أو الخيبة التي قد تلحظها خلف كلماته، فقد ظل رمزاً ساطعاً لجيلٍ يرفض الاستسلام ويأبى الهزيمة.
دريد ياغي المحاور الدمث والجليس الشيق والصديق النبيل وداعاً!
كما اللزاب المتجذر في الاعالي عشت، وكما الذهب النادر الاصيل كنت!