لأنَّ المرء يتفرد بشخصية البيانات بهوية واحدة، مواطن قيد الإنتماء لدولة بعاصمة آحادية ذي السيادة، وبإمكانه الاستحصال على جنسيات أخرى، وعند تسابق وتصارع الجنسيات، يُطرح السؤال للعاصمة هوية وطنية البيانات، هل المفترض أن تتوأم وعواصم القرار، هل تُطبع أو تُصبغ بجنسيات متوالدة!؟
قطعاً لا، وبيروت أم الشرائع على القرار والولاء والحق عهود عاقدة، وفي النظام الجمهوري الديمقراطي، أين سيد قصر بعبدا بعيداً عن أجندة واعدة!!
أين موطن الإنتخاب، من تشاور وضمانات وتطمينات داخلية جاهدة!! أو هو رسائل، موفدين، مبادرات من الخارج وافدة!؟ لتُصلِّح وتُصالح وتقارب بين مسؤولين أنجبهم الوطن أوفياء، ومن مقولة "العين بالعين" ردوا الوفاء رأفة بالأبناء بحقوق دستورية سائدة، حقاً كأنه حداد وطن لشغور يشغل القصر أكثر من مدة الرئاسة، تُخمد "نافورة المياه" والأبواب موصدة. كيف لزهرة بين يباس فراغ بعبير حاصدة؟ كي لا نقول "عيد بأية حال عدت يا عيد"؟ ما أحوجنا في هذه الظروف إلى رئيس باقتراحات وطروحات إنقاذية وآمال رائدة.
ولأنَّ "الحياة ليست توسلاً أو استجداء..."، كما قال المعلم، ولأنَّ المرء استنزفت طاقاته من شدة البلاء وشح الدواء والغلاء، ملَّ كثرة الأحداث التي تنظر إليه بإستهزاء، لجأ إلى الصلاة والدعاء، لتذليل العقبات والإخفاقات.
هذه ليست صورة لبنان المعهودة وهذا ليس ما "ينضح به الإناء"، جُلّ ما يحتاج إليه رئيس بخطط إصلاحية وسياسة إزدهار، بنظرة مستقبلية متينة البناء، يحكي صوته في المحافل الدولية.
رئيس برؤية نهضوية ملتزمة بصدق الوعود والإيفاء، اليوم وبعدما عصفت أيام المرء الأزمات يناجي بصرخة الغارق في التجاذبات لإنتخاب رئيس، عن العثرات الترفع والإستعلاء، فإذا على واجبات بدفع الرسوم والضرائب، له ايضاً بالمقابل حقوق بتأمين الخدمات والإنماء، كي ننعم بوطن النعم. أبناء يتغنون بوطنهم، ووطن غني بالأبناء.
لكل دولة استقلال رجل وطني المثقال، ناظر للخارج ديبلوماسي الأعمال، في كل استحقاق يرفع العلم اللبناني برمزية ألوانه بحب وطن وأن أثقلته الإنقسامات والتقسيمات، الحصص والتحصينات وسوء الأحوال، للجمهورية رئيس وللرئيس مهام ومقام، ولكل مقام مقال.