بات من المتعارف عليه وفق المعلومات المتقاطعة، ربطاً بزيارة الموفد الفرنسي جون إيف لودريان إلى لبنان وسواها من اللقاءات والزيارات والمواقف والمعطيات والأجواء، أنه لا انتخاب لرئيس الجمهورية في المدى المنظور. ومن المتوقّع أن هذا الاستحقاق قد تأجل إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، إلا في حال حصلت تسوية بتوافق دولي وإقليمي، على اعتبار أنه لم يسبق أن انتُخب أي رئيس إلا من خلال هذه الخطوات.
ولهذه الغاية، فقد أشارت معلومات جريدة "الأنباء" الإلكترونية إلى أن زيارة الموفد الفرنسي جون إيف لودريان لم تكن إيجابية، حتى وإن كانت التسريبات التي تقول إنه عائد إلى بيروت قريباً صحيحة. فإن المعطيات الجديدة حول زيارته تؤكد، خلافاً لما يقال عن عدم موافقة الأميركيين على تحركاته، بأنه نسق مع الموفد الأميركي إلى المنطقة آموس هوكشتاين في كل ما يحيط بالملف اللبناني، وذلك خلال زيارته إلى العاصمة الأميركية ولقائه بهوكشتاين، ومن ثم زيارته إلى مصر واجتماعه بوزير خارجيتها سامح شكري، وصولاً إلى كل اللقاءات التي عقدها في الخارج. "على هذه الخلفية، فإنه لا يمكن أن يأتي إلى بيروت دون أن يكون لديه أي معطيات أو تنسيق، وتحديداً مع الأميركيين، باعتبار أن هناك معطى أساسياً وهو استحالة انتخاب رئيس في لبنان بدون قرار من واشنطن وموافقتها، وهذه مسألة محسومة وواضحة"، بحسب المصادر.
أما بالعودة إلى زيارة لودريان، فإنها كسابقاتها أكدت صعوبة الوضع في لبنان، وهذا ما استفاض به لودريان مع كل الذين التقاهم، إذ أشار إلى أن لبنان ذاهب إلى مكان خطير جداً في المدى القريب إذا لم يُنتخب رئيس للجمهورية لمواكبة تحديات أوضاع المنطقة. وفي حال حصول تسوية، يجب أن يكون هناك رئيس ليوقع عليها. وعلى هذه الخلفية، فإن تحذيراته السابقة بأن "لبنان إلى زوال" في زيارته الأولى إلى بيروت عاد وكرر كلاماً يكاد يكون أخطر من ذلك مع بعض الذين اجتمع بهم، عندما قال إن لبنان السياسي سينتهي ويبقى لبنان الجغرافي إذا لم يُنتخب رئيس، وذلك ليس للتهويل بل في ظل ما يحيط بهذا البلد من الأزمات، وتحديداً الاقتصادية والاجتماعية وعلى كافة المستويات".
تتابع المصادر المواكبة لزيارة لودريان بأن كل ما قام به إنما هو ضمن تسوية الدوحة، وكل ما تم الاتفاق عليه كان في لقائه مع هوكشتاين أو عن نتائج لقاءات سفراء اللجنة الخماسية الأخيرة في عوكر. أما الآن، فالجميع يترقب عودة السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون إلى بيروت بعدما غادرت إلى واشنطن، وهي تحمل نتائج لقاء السفارة في عوكر إلى إدارة بلادها والعودة بتوجيهات جديدة. إضافة إلى حديث عن زيارة قد يقوم بها هوكشتاين إلى المنطقة، وربما يزور بيروت إذا كانت هناك معطيات تستوجب ذلك، وهذا يعني أن الأمور في طور الترقب والانتظار.
وفي هذا الإطار، يُنقل عن بعض المطلعين على الوضع الداخلي وزيارة لودريان وحتى على أجواء المنطقة برمتها، أنه بات مستحيلاً انتخاب رئيس في هذه المرحلة، إذ أن معلومات تقول إن "الثنائي الشيعي أكد أنه لا انتخاب لرئيس إلا ضمن حوار يجريه الرئيس نبيه بري، وأقلّه التشاور. فهل يقبل الطرف الآخر، أي القوات والكتائب والأحزاب المسيحية والمستقلين وسواهم، أم تبقى المواقف على ما هي عليه؟".
ختاماً، كل ذلك يؤكد أن الوضع في البلد خطير جداً، وهناك انتظار لبعض المحطات الدولية والإقليمية، وعندها يبنى على الشيء مقتضاه، أكان على صعيد الملفات اللبنانية عموماً وخصوصاً الاستحقاق الرئاسي.