أحلام الأهداف التنموية بين التغير المناخي وجوع غزة

02 حزيران 2024 19:09:32 - آخر تحديث: 02 حزيران 2024 19:28:50

وزعت جمعية "بلوم bloom" بياناً عن الاهداف التنموية الصادرة من قبل هيئة الأمم المتحدة، حيث قالت رئيسة الجمعية الدكتورة سوزان سليمان: "وُضعت الأهداف التنموية عام 2015 من قبل هيئة الأمم المتحدة، وتتكون هذه الأهداف من 17 مؤشّراً، تشمل جوانب عدة من الحياة البشرية، الإقتصادية، السياسية، الإجتماعية، والبيئية". 
 

وتم تحديد هذه الأهداف من أجل تحسين الحياة البشرية على صعد مختلفة، لترتقي بظروف العيش بما يليق بكلمة "إنسان". ولتحقيق التنمية المستدامة والتي من شروطها وجود التوازن والتفاعل الإيجابي بين التنمية الإقتصادية والبيئية والإجتماعية.

وتابعت: ولكن إلى أي مدى إستطاعت دول العالم العمل على بنود الأهداف ودعم تحقيقها، في ظل العوائق والصعوبات التي تواجهها على صعد مختلفة.

إذا ما نظرنا الى تلك الأهداف، نرى في طياتها عمقاً إنسانياً كبيراً، وسعياً  لتأمين العيش الكريم للجميع.

ولكن هذه الأهداف تواجه الكثير من العواقب والعراقيل، منها ما هو من صنع الإنسان، وأخرى من صنع الطبيعة، فبدءاً بجائحة كورونا  وانعكاساتها على القطاعين الصحي والإقتصادي، مروراً بالكوارث الطبيعية التي تضعنا تحت ضغط التغيّر المناخي الذي يهدد بقاءنا على كوكب الأرض وتضع الدول في تأهب دائم لمواجهة الفياضانات والحرائق وكمية ونوعية المتساقطات، وانعكاس كل ذلك على إنتاج المحاصيل الزراعية، والأمن الغذائي العالمي، وتهديد التنوع البيولوجي.

واضافت: لقد اعتبر عام 2023 من الأعوام الأكثر سخونة، وشهد أرقامًا قياسية في الكوارث الطبيعية حول العالم نتيجة الظواهر الجويّة المتطرفة، على سبيل المثال لا الحصر، إعصار "فريدي الاستوائي" الذي إجتاح الأجزاء الجنوبية الشرقية من أفريقيا، وكارثة ليبيا جراء عاصفة "دانيال" التي اودت بحياة أكثر من 11 الف قتيل (بحسب تقرير الأمم المتحدة)، وأعصار "موكا" الذي ضرب مينمار  وتسبب في وفاة نحو 500 شخص وأضرار تقارب 1.5 مليار دولار،  أضف الى ذلك الحرائق التي اجتاحت كندا واميركا وحرائق اليونان التي اعتبرت الأكبر على الإطلاق في الإتحاد الأوروبي.

واللائحة تطول للكوارث الطبيعية التي خلفت قتلى ومفقودين ونازحين، إضافة الى خسائر مادية ضخمة.
 
واردفت: اضف الى تلك التهديدات الخارجة عن إرادة الإنسان، تأتي الخلافات السياسية الدولية لتعيق تقدم العمل على تلك الأهداف.

فبدءاً من الحرب الروسية الاوكرانيا منذ شباط 2022 وصولاً إلى حرب غزة 2023 شهد العالم عدة مجازر لا تمت إلى الإنسانية بصلة.

إن ما نراه اليوم في غزة من ظروف معيشية قاسية، من جوع وذل لتأمين أبسط مقومات الحياة ما هو إلّا انتهاك لقوانين حقوق الإنسان، وتأكيد على أن قرار الحرب اقوى من القرارات التنموية الدولية. 

وتابع البيان: لقد أضعنا الفرصة سابقاً في الحفاظ على طبيعتنا، ولم نستدرك خطر التغير المناخي  ومخاطر الإحتباس الحراري، والآن بدلا من توجيه قدرات الدول والبشر للحد من التلوث والإنبعاثات الضارة والتحول نحو اسلوب حياة مستدام، ها نحن نفوّت الفرصة مرة أخرى ونضيع في زواريب الحقد والكراهية ولعبة السياسة والحرب.

وختمت: إن الكوكب بعيد عن المسار الصحيح لتحقيق أهدافه البيئية والتنموية لخطة عام 2030 بحسب ما نشر معهد البيئة والأمن البشري التابع لجامعة الأمم المتحدة في تقريره "مخاطر الكوارث المترابطة لعام 2023"، ورغم كل المناشدات الدولية والظواهر الطبيعية التي تنذر بالأسوأ، لا يزال صوت طبول الحرب يعلو على الخطط الدولية للتنمية المستدامة، مما يهدد كوكبنا ويجعل مصير البشرية  قاتما.