صدمة لودريان... ورسالة قبل فوات الأوان
02 حزيران 2024
10:28
Article Content
لم تكن الجولة السادسة للموفد الفرنسي جان إيف لودريان على المسؤولين في لبنان أفضل من سابقاتها، ولو أنّها سجّلت بعض الإيجابيات المتواضعة، إلّا أنّها لم تنجح، مرّة جديدة، في إحداث أيّ ليونة في مواقف البعض، إذ قالها دبلوماسي فرنسي لـ"فرانس برس" إنّ لودريان "لم يُحقّق أي خرق يذكر" في ملف الرئاسة.
وفي السياق، نقلت مصادر مواكبة لزيارة الموفد الفرنسي امتعاضه من تصلّب بعض القوى التي التقاها والاستمرار بمواقفها المتصلبة، مشيرةً في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية إلى أنّه كان يأمل بأن يكون البعض أكثر نضوجاً ووعياً لمخاطر الاستمرار في الشغور الرئاسي، فإذا به يرى القسم الأكبر لم يعد مبالياً بهذا الاستحقاق.
المصادر لفتت إلى صدمة لودريان من الواقع الذي يعيشه اللبناني، في ظلّ الحرب في الجنوب، والانهيار الاقتصادي، وكلّ ما يعانيه المواطن من أزمات، لم يتبدل المشهد من واقع الحال بشيء، بل على العكس كلّ يوم يمرّ يتكبّد لبنان خسائر فادحة من رصيده المعنوي والسياسي والاقتصادي ومن تغيّر نظرة المجتمع الدولي إليه، كاشفةً أن لودريان لم يخفِ انزعاجه من بعض القوى التي لا تفكر إلا بمصالحها الضيقة والشخصية ولا تعير الاأمة القائمة ادنى اهتماماتها، محذرةً من أنَّ كلام لودريان عن نهائية لبنان السياسي مؤشر خطير جداً، لما سيكون الوضع عليه في الأشهر المقبلة.
النائب السابق فارس سعيد أشار في حديث مع جريدة "الأنباء" الالكترونية إلى أنَّ لودريان في اتصالاته مع القوى السياسية هذه المرة لم يعبّر عن وجهة نظر فرنسا وحدها بقدر ما كان يعبّر عن وجهة نظر تنسيقية بين فرنسا والولايات المتحدة والسعودية وقطر، لافتاً إلى أنَّ "الكلام الذي صدر عن الموفد الاميركي آموس هوكشتاين حول عملية ترسيم الحدود البرية مع اسرائيل وإمكانية التفاهم على النقاط المتنازع عليها يتلاقى مع المبادرة الفرنسية بضرورة فصل الوضع في الجنوب عن الحرب في غزة."
سعيد لمّح إلى تسوية قد تحضر بين دول القرار وحزب الله باتجاه ترتيب الاوضاع في الجنوب، لافتاً إلى أنَّ ما يحصل اليوم يؤكد أن "الحزب" واعٍ للرسائل التي تصله من اسرائيل، فإذا لم يقبل بهذه التسوية هذا يعني اننا ذاهبون إلى حرب شاملة في المنطقة في حال قرر نتنياهو توسيع الحرب، لذلك يحاولون اقناع حزب الله القبول بهذه التسوية قبل فوات الأوان.
وعليه، على وقع الحرب في الجنوب، والمجازر التي يرتكبها العدو الإسرائيلي بحقّ الأهالي وفرق الإسعاف في القرى الحدودية، وجبَ على كلّ القوى السياسية المبادرة والذهاب الى انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت، تفادياً من إنزلاق الأمور نحو الأسوأ.
إعلان