37 عاماً على استشهاد رشيد كرامي.. مدرسة للحوار والوحدة الوطنية
01 يونيو 2024
19:33
Article Content
37 عاماً مرت على استشهاد الرئيس رشيد كرامي، الرجل الذي ارتكز إلى مفهوم الوحدة الوطنية والتعاون بين الطوائف، وعلى إيمان بأن العيش المشترك هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار في لبنان.
سقط رشيد كرامي في لحظة إنقسام سياسي كانت تعبّر عنها المدافع، وفي لحظة التحولات الكبرى التي أفضت لاحقاً إلى الاقتناع بوقف هذا الاقتتال والذهاب إلى تسوية سياسية ارتكزت في جانب منها على المفاهيم الوطنية التي آمن بها الرئيس كرامي.
اليوم، لا يزال لبنان يعاني من الانقسامات الطائفية والسياسية، ومن التدخلات الخارجية التي رفضها رشيد كرامي من موقعه السياسي أولاً، ومن موقعه كرئيس للحكومة ثانياً، ليكون عنوان التلاقي ومنع الإنقسام الداخلي أحد الدروس التي يجب تعلمها من نهج كرامي على مدى عمله السياسي كرجل دولة.
لقد كان كرامي أحد دعاة الشفافية ومكافحة الفساد، مؤمنا بضرورة الإصلاح الإداري لتحقيق حكم رشيد وفعال، وكان يدرك أن الاستقرار الاقتصادي هو أساس الاستقرار السياسي.
سقط رشيد كرامي يوم كان التخاطب بالنار والبارود، وفي ظل مشاريع تتنافى مع الوحدة الوطنية والعيش الواحد وقبول الآخر، فيما الحوار الوطني اليوم مفقود في ظل السقوف العالية والطروحات المناقضة لما نصّ عليه اتفاق الطائف.
بعد 37 سنة على رحيل رشيد كرامي تبدو الحاجة ملحة لحوار بين جميع الأطراف اللبنانية والعمل على بناء توافق وطني يمكن أن يسهم مجددا في تحقيق الوحدة والاستقرار كجزء من نظرة الرئيس الشهيد لتحقيق السلام الداخلي في تلك المرحلة، والاستفادة من مواقفه السياسية التي كانت دائما هادفة الى جمع اللبنانيين حول قواسم مشتركة، وفي مقدمها بناء دولة سيدة مستقلة.