Advertise here

يصعدون في العلن ويستجدون حلاً في الكواليس... وإليكم التفاصيل

24 تموز 2019 11:24:00 - آخر تحديث: 24 تموز 2019 14:26:19

أصبح واضحاً أن هناك من يريد الإلتفاف على التحقيق، وعلى عمل الأجهزة الأمنية والمؤسسات القضائية. ويصرّ هؤلاء على الإمعان في ضرب هيبة الدولة ومؤسّساتها، بعدم الركون إلى التحقيقات والإلتزام بمساراتها. ففي الوقت الذي أنهت فيه شعبة المعلومات إحالة الملف إلى المدعي العام التمييزي الذي بدوره أحال الملف إلى المحكمة العسكرية، يصرّ الطرف الذي لم يتعاون مع التحقيق على عدم التعاون معه. وكما فعل في عدم تسليم مطلوبيه لفرع المعلومات، يستمر بالمسار نفسه في عدم التعامل مع التحقيقات مصراً على الذهاب إلى المجلس العدلي.

بينما المسألة بالغة الوضوح، وهي أن نتائج التحقيقات هي التي تقرر في مسألة الإحالة إلى المجلس العدلي من عدمها. وبحسب ما تكشف مصادر مطّلعة على التحقيق، فإن المسار الذي سلكته القضية، يبدو أنه لا يخدم وجهة النظر السياسية لبعض الذين يريدون الإستثمار بالقضية وبدماء أهل الجبل وبأمن أبنائه. ما يريده هؤلاء هو إبقاء القضية مفتوحة على أبواب متعددة، غير محسومة النتائج لإبقاء الباب مفتوحاً أمام الإستثمار السياسي، وتركها ورقة يتجارون فيها ويسمسرون على حساب أعصاب اللبنانيين ومؤسسات الدولة.

وتؤكد المعطيات أن التحقيقات خلصت إلى انتفاء النية الجرمية المسبقة لما حصل، ما يعني عدم وجود كمين جرى التحضير له، بل ما حصل كانت ردة فعل وحالة دفاع مشروع عن النفس، رداً على إطلاق نار قد بادر إليه الطرف الذي يرفض التعامل والتعاون مع الأجهزة الأمنية، ويرفض تسليم المطلوبين من قبله. وتشير معطيات التحقيق، إلى أن ما جرى لم يكن له أي علاقة بالتحضير لعملية اغتيال. وبلا شك أن التحقيق يحمّل المسؤولية للطرفين، والحزب التقدمي الإشتراكي قد أبدى التعاون إلى أقصى الحدود، بينما الطرف الآخر هو الذي يترفّع عن الإلتزام بالقانون، وهو لا يعطّل مسار التحقيق فقط، بل يعطل البلد بكل مؤسساته وخاصة يعرقل انعقاد جلسات مجلس الوزراء، خصوصاً أنه يشترط إحالة الملف إلى المجلس العدلي قبل إنتهاء التحقيقات، وهذا أمر لا يستقيم بأي منطق.

في المقابل، تشير المعلومات إلى أن الرئيس سعد الحريري الذي يستكمل مشاوراته واتصالاته مع اللواء عباس إبراهيم لأجل الوصول إلى نقطة تواصل بين مختلف القوى تؤدي إلى عقد جلسة للحكومة وإيجاد المخرج الملائم للقضية، يستمر الطرف الآخر بالتصعيد لعلّه يحسّن شروطه، بينما في الكواليس، يذهب الى استجداء حلول معقولة بالنسبة إليه تحفظ له ماء وجهه، وهذا ليس غريباً على تصرفاتهم، فهم الذين يقولون مواقف في السر تختلف عن عنترياتهم في العلن.