Advertise here

هل سيلقى كلام عودة عن احترام الدستور آذاناً صاغية؟

02 كانون الثاني 2019 16:28:00 - آخر تحديث: 02 كانون الثاني 2019 16:30:09

كان لافتاً الكلام الوجداني والمسؤول الذي عبر عنه المطران إلياس عودة، في العظة التي ألقاها في مطرانية بيروت لطائفة الروم الأرثوذكس بمناسبة حلول السنة الجديدة 2019 الذي أمل فيها أن ينعم لبنان والعالم بالسلام والطمأنينة، داعياً المسؤولين وفي مقدمهم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بوصفه المؤتمن على الدستور الى احترام هذا الدستور والإسراع الى تشكيل الحكومة، انطلاقاً مما نصّ عليه الدستور ومن دون مجاملة أو مسايرة أحد. فهل يتلقف المعنيون هذه الدعوة التي جاءت بمثابة صرخة ضمير نابعة من وجدان كاهن أحب لبنان بإخلاص وتفانٍ، كما أحب رعيته متمنياً له الخير والسلام الذي يتمناه لرعيتة، وهو ما عودنا عليه طيلة رسالته الكهنوتية منذ تقليده مهامه الرعوية لمطرانية بيروت لطائفة الروم الأثوذوكس قبل عقدين من الزمن. وهو إذ ذاك تتلاقى دعواته لا بل صرخاته ونداءاته مع دعوات وصرخات ونداءات رجالات الدين المخلصين وما أكثرهم في هذا البلد. وفي مقدمهم نيافة الكردينال مار نصرالله بطرس صفير والبطريرك مار بشارة الراعي، والمطران جورج خضر وغيرهم من رجالات الدين الملسمين الذين كانت لهم وقفات مشرفة في الدفاع عن لبنان وسيادته واستقلاله. فهل تلقى دعوة المطران عودة لا بل تلك الصرخة الوجدانية التي أطلقها بالأمس الآذان الصاغية لها من قبل المسؤولين والمعنيين بتشكيل الحكومة لينبروا الى تشكيلها استناداً الى دستور الطائف، أم سيبقى التردد سيد الموقف، وتبقى البلاد غارقة في الانتظار الى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً.
 صرخة المطران عودة لم تأتِ من فراغ، إنها تعبير صادق عن وجع الناس وآلام الناس، الذي يحملها هذا الكاهن المحب لوطنه ورعيته، وأراد أن ينقلها بصدق إلى كل من يعنيهم الأمر بتشكيل الحكومة، كي يتواضعوا أولاً، ويخففوا من شروطهم ثانياً، ويفكوا أسر حكومتهم ثالثاً ورابعاً وخامساً. رأفة بهم  ورأفة بهذا الشعب المسكين الذي محضهم ثقته ليكونوا على قدر هذه الثقة. فهل يكون لهذه الصرخة الصدى الإيجابي في ضمير المعنيين ليسارعوا إلى حلّ هذه الأزمة قبل فوات الأوان، أم ستبقى صرخات الناس وأصحاب الضمائر الحية في وادٍ والمسؤولين في وادٍ آخر؟...