المرأة والإعلام

12 أيار 2024 11:44:05

المرأة نصف المجتمع عددًا، وكلّ المجتمع إعدادًا. المرأة هي الأم والأخت والزّوجة والابنة. هي ركيزة من ركائز هذا الوطن. فالوطن لا يعلو شأنه إلّا بجناحيه الرّجل والمرأة. والحياة شراكة بين زوجين، بين ركني المجتمع، ودعامتي الأسرة الأساسيّتين. 

والإعلام هو السّلطة الرّابعة. وهو السّيف القاطع والكلمة الحقّ والمصداقيّة ونقل الخبر بواقعيّة بعيدًا عن زواريب المصالح والاعتبارات السّياسيّة الخاصّة، المؤيّدة لهذا والدّاعمة لذلك والمعترضة لذاك.

ومن صفات المرأة الإعلاميّة الحضور  المشرّف والمحتشم والقلم الرّزين الصّادق الحيّ، والثّقة بالنّفس، وتحمّل المسؤوليّة في كلّ كلمة تدليها وتنطق بها شفويًّا، أو تصرّح بها خطّيًّا، فهي النّاطقة بلغة سليمة. لأنّ الهويّة الوطنيّة تعني انتماءً ولغةً وكيانًا.

فالصّحافيّة تحتاج إلى لغة مطواعة غنيّة بالمفردات والمرادفات والمصطحات ودقّة في اختيار المعاني حيث تتمكّن من الإدلاء بأفكارها وآرائها والتّعبير عن مشاعرها، بأكثر دقّة، وأميز محتوى. كما للّغة تراث أدبيّ متنوّع، فهي لغة القرآن الكريم، لغة الأدب العربيّ، لغة مئات الآلاف من الأعمال الأدبيّة والمخطوطات، لغة سهلة الفهم والإفهام.

تتميّز بأساليبها وتتنوّع بين أدبيّ إبداعيّ وتواصليّ إبلاغيّ. فاللّغة عنصر ثقافيّ لا يستهان به. 

والصّحافيّة الحقّ تحتاج إلى هذه اللّغة  مطواعة بين يديها، وحاضرة في ذهنها وفكرها وعلى لسانها، وفي مدادها تخطّها على اليراع أو تطبعها على الشّاشة.

فانخراط المرأة في الإعلام يساهم في زيادة النّوع الاجتماعيّ، ويمهّد الطّريق للمرأة اللّبنانيّة ويسرّع في عجلة التّنميّة على امتداد الوطن.
فنجاح المرأة الإعلاميّة مرتبط بإيمانها وبقدرتها وكفاءتها وتسلّحها بالكلمة وأثر وقع هذه الكلمة على المجتمع والوطن. وتسلّحها بالعلم  والقدرة اللّغويّة لتوصيل فكرتها الّتي تعالجها، والحدث الحاصل بواقعيّة وعفويّة، بعيدًا عن التّصنّع والتّكلّف.
فالمرأة الإعلاميّةتمارس السّياسة الإعلاميّة، إنّها مسؤولة مدعمة بالأخلاق. إذ إنّ السّياسة تلتقي بالإعلام، والإعلام يرتبط بالأخلاق والحرّيّة. طوبى لإعلاميّة حرّة التّعبير واعية ومسؤولة!
ما أحوجنا إلى تشريعات لحماية المرأة الإعلاميّة من العنف الكلاميّ!