أحيا الممثل السينمائي الفرنسي جيرار دوبارديو، ذكرى صديقته المغنية الشهيرة باربارا (1930ــــ 1997)، بليلة استثنائية مفعمة بالعاطفة والمشاعر الصادقة، حيث ابهر جمهور بيت الدين بموهبته الغنائية، حيث قدم حفلاً مميزا قدم فيه أشهر أغاني باربرا، التي جمعها في ألبوم خاص يشمل 14 أغنية، من أجمل ما غنت "الجوهرة السوداء"
دوبارديو صاحب الشهرة الواسعة في اعماله السينمائية والتلفزيونية، والذي يتمتع بكاريزما وحضور آسرين، استقبله جمهور بيت الدين بحفاوة خاصة ومعظمهم من مجبي باربرا، ولم يبخل الممثل الفرنسي الضخم من رد التحية بأجمل منها إذ أبهر الجمهور بأدائه المميز وبإحساسه المرهف وبخفة ظله وصدق مشاعره، وبقربه من الجمهور إذ تحدث معهم مرات عدة، قائلاً: "الرطوبة هنا رهيبة، لكنني أحب ذلك، أنا كالأرزة، أحب لبنان وبيت الدين.. وهذا الجمهور الرائع".
ليلة رائعة عاشتها بيت الدين مع الغناء الفرنسي، ضمنها دوبارديو باقة من الأغاني القديمة التي انطبعت في ذاكرة الجمهور العربي والفرنسي المحب لباربرا، مثل (ذاكرة ذاكرة) و(طفولتي) و(الجناح الأسود) و(قل لي متى تعود أنت) و(قصة حبي الأجمل) و(الوحدة) والتي أدخل بصوته الجهوري عليها ميزة خاصة محببة للجمهور الذي صفق مرات عدة وتبادل الغناء مع دوبارديو الذي نجح في تطويع أداءه التمثيلي خدمة للعرض، إذ تمايل، انفعل وثار مع كل أغنية بما تعني، مجسدا المشاهد العاطفية والتراجيدية التي عبرت معانيها عن حياة باربرا القاسية.
الأغنيات التي قدمها الفنان الفرنسي والتي يعمل على الترويج لها في جولة عالمية كانت محطة بيت الدين واحدة منها، جمعها قبل نحو عامين في أسطوانة ضمت أيضاً أغني غير منشورة للمغنية الراحلة (سجّلتها عام 1985، لكنها لم تصدرها) . رافق دوبارديو في امسيته عازف البيانو الشهير جيرار داغير الذي رافق باربارا في ابرز حفلاتها منذ عام 1981 حتى رحيلها.
الألبوم الذي يحمل عنوان "دوبارديو يغني باربارا " يحتوي على 14 أغنية تعود الى فترتَي الستينيات والسبعينيات، هو بمثابة تكريم لذكرى صديقته الفرنسية مونيكا أندريه سيرف، الشهيرة باسم «باربرا»، التي تنوعت مواهبها بين التأليف والتلحين والغناء والتمثيل.
وكان دوبارديو وباربارا كانا التقيا في عمل مشترك (1986) ضمن مسرحية غنائية بعنوان Lily Passion كتبتها المغنية الراحلة وتعاونت في تأليف موسيقاها مع الكندي لوك بلاموندون، وجسدت باربارا دور المغنية وجيرار دوبارديو دور عشيقها القاتل.
تجربة دوبارديو في الغناء، بعد شهرته الواسعة في عالم السينما، لم تأت من فراغ، فالرجل عاشق للأدب والفنون، ظلت فكرة تكريمه لصديقته حاضرة في باله، بعدما أثّر فيه غيابها عام 1997. وسبق للممثل الفرنسي، أن قدم عام 2003 قراءات بصوته لاعترافات القديس أوغسطينوس في كاتدرائية "نوتر دام دو باري" لتكرّ بعدها تجارب مماثلة.
الدورة الخامسة والثلاثون لمهرجانات بيت الدين الدولية والتي تستمر حتى العاشر من أب القادم، كانت قد افتتحت لياليها بأمسية ساحرة مع الموسيقي العالمي غابريال يارد والأيقونة ياسمينا جنبلاط ، تستضيف في 24 و25 و26 تموز "الأجنحة المتكسرة" لجبران خليل جبران، في عمل مسرحي غنائي قل نظيره، للفنان نديم نعمان البريطاني من أصل لبناني، كما يشمل البرنامج حفلات لعدد من النجوم العرب والأجانب من بينهم العراقي كاظم الساهر واللبناني عمر الرحباني والمغربي عبدو شريف الذي يغني عبد الحليم حافظ.
