تستضيف القاهرة اجتماعات بمشاركة وفود من قطر والولايات المتحدة وإسرائيل وحماس لاستكمال المباحثات بهدف التوصل الى هدنة شاملة في قطاع غزة، بعد تصعيد إسرائيلي خطير في رفح وإعلان حماس موافقتها على مقترح مصري قطري لم يلق قبولا من إسرائيل.
ونقلت قناة القاهرة الإخبارية عن مصدر مصري رفيع المستوى، الثلاثاء، قوله إن القاهرة تبذل جهودا مكثفة مع مختلف الأطراف لاحتواء الوضع في قطاع غزة.
وأضاف المصدر أن مصر تحذر من تفاقم الوضع الانساني المتردي في غزة نتيجة العمليات الاسرائيلية وتبذل اقصى جهد للتوصل الى هدنة شاملة.
كانت الخارجية المصرية قد حذرت في بيان من أن العملية الإسرائيلية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة تهدد مصير الجهود المضنية المبذولة للتوصل إلى هدنة مستدامة داخل غزة، مضيفا أن مصر تعتبر هذا "التصعيد الخطير" يهدد حياة أكثر من مليون فلسطيني.
وفد إسرائيلي متوسط المستوى يصل القاهرة
ووصل إلى القاهرة ما قال مسؤول إسرائيلي كبير إنه وفد متوسط المستوى لتقييم مدى إمكان إقناع حركة حماس بتغيير موقفها إزاء أحدث عرض منها لوقف إطلاق النار، معتبرا أن العرض الراهن المقدم من حماس غير مقبول بالنسبة لإسرائيل.
وأضاف المسؤول لوكالة رويترز أنه إذا تسنى التوصل لاتفاق حقيقي سيترأس كبار المسؤولين الوفد في إشارة إلى عناصر جهاز المخابرات (الموساد) وجهاز الأمن الداخلي (شين بيت) الإسرائيليين.
وتأتي زيارة العاصمة المصرية بعد ساعات من سيطرة الدبابات الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة.
بيرنز يعود مجددا
وسيعود مدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز إلى القاهرة يوم الثلاثاء لإجراء المزيد من المحادثات، حسبما صرح مصدر مطلع على الاجتماعات لشبكة سي إن إن.
وعاد بيرنز إلى القاهرة أواخر الأسبوع الماضي قبل أن يتوجه إلى الدوحة خلال عطلة نهاية الأسبوع لإجراء مزيد من المحادثات حول اتفاق وقف إطلاق النار المحتمل في غزة.
وفي الدوحة، ساعد في إعادة صياغة الإطار مع القطريين الذي تم تقديمه بعد ذلك إلى حماس، وردت عليه الحركة يوم الاثنين.
وعلى صعيد ذي صلة وصف متحدث باسم وزارة الخارجية القطرية الجولة الأخيرة من المحادثات في القاهرة بأنها "مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين"، لأنه من غير المتوقع أن تجتمع إسرائيل مع مسؤولي حماس، بحسب ما أفادت شبكة سي إن إن.
أسباب الخلاف
من جانبها نقلت وكالة رويترز عن مسؤول إسرائيلي قوله إن: "أحد الخلافات الرئيسية بين إسرائيل وحماس هو ما إذا كان الرهائن الـ 33 الذين سيطلق سراحهم في المرحلة الأولى أحياء أم أموات".
وأضاف أن: "موقف إسرائيل هو أن حماس يجب أن تطلق سراح 33 رهينة على قيد الحياة فقط".
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" وهيئة البث الإسرائيلية فإن أبرز نقاط الخلاف بين إسرائيل وحركة حماس هي أن حماس تريد وقفا دائما لإطلاق النار بينما تريد إسرائيل هدنة مؤقتة.
كما تطلب حماس من إسرائيل سحب جميع قواتها، لكن إسرائيل تقول إنها يجب أن تحافظ على سيطرتها على الأمن في غزة.
وتريد حماس إطلاق سراح 3 من الرهائن ابتداء من اليوم الثالث للصفقة من كل أسبوع، فيما تطالب إسرائيل بإطلاق سراح 3 من الرهائن كل 3 أيام.
كما تؤكد حماس على ضرورة تعهد إسرائيل بأنه ابتداء من اليوم 16 من الاتفاق، سيكون هناك حوار بين الطرفين حول إنهاء الحرب، وهو المقترح الذي تعارضه إسرائيل.