تتحضر الولايات المتحدة لظهور حشرات "الزيز الزومبي" بالتريليونات وبأعداد لم يسبق أن شهدتها البلاد منذ مئات السنين، حيث أبلغت عدة ولايات عن خروج الحشرات ذات العيون البرتقالية من سباتها تحت الأرض، وفق ما نقله صحيفة الغارديان.
وبدأت حشرات الزيز (أو السيكادا) بالظهور في وقت أبكر مما كان متوقعا في إلينوي، وهي نقطة ساخنة لحشرات الزيز هذا العام، في حين وردت تقارير عن ظهور أسراب في جورجيا ونورث كارولينا وتينيسي، إلى جانب بعض الولايات الأخرى.
وفي ولاية ساوث كارولينا، دفعت الضوضاء المنبعثة من ذكور الزيز التي تنادي على شركاء محتملين بعض الناس إلى الاتصال بالشرطة للاستفسار عن سبب سماع أصوات “مثل صفارة الإنذار، أو الأنين، أو الزئير”. وقال أحد السكان إن الصوت الصادر يشبه “صراخ شخص ما”.
ويُعد هذا الظهور أكبر حدث من نوعه منذ عام 1803، حيث ظهرت تريليونات من حشرات الزيز فوق الأرض في وقت واحد عبر معظم مناطق الغرب الأوسط وشرق الولايات المتحدة.
يعد الظهور المتزامن لفصيلتين من الزيز “Brood XIX” و”Brood XIII” حدثا نادرا أثار الدهشة والإثارة بين الباحثين وبعض أفراد الجمهور، فضلا عن نداءات الإنذار للشرطة.
متى وأين ستظهر الزيز؟
بدأت حشرات الزيز في الظهور بالفعل في العديد من الولايات، ومن المتوقع ظهور المزيد منها في الأسابيع المقبلة حيث تصل التربة إلى درجة الحرارة المثلى التي تبلغ حوالي 64 فهرنهايت (17 درجة مئوية). و”من المتوقع أن يكون هذا الانفجار الضخم للحياة مرئيا وصاخبا ولكن قصيرا”، وفق تعبير الغارديان، مع ظهور السيكادا وتكاثرها وموتها، إذا تجنبت أن تلتهمها الحيوانات المفترسة، في غضون ستة أسابيع.
ثم ينمو النسل الذي تنتجه هذه الحشرات تحت الأرض حتى الظهور التالي، لتبدأ الدورة من جديد، ومن المفترض أن تنتهي هذه العملية بحلول يونيو أو يوليو.
هل ينام الزيز حقا لمدة 17 عاما؟
ليست كل حشرات الزيز مرتبطة بدورة زمنية محددة، أي فترة حياة تنطوي على التطور تحت الأرض، وامتصاص عصارة النبات قبل ظهورها في الموعد المحدد بعد عدد معين من السنوات.
ولكن من بين أنواع الزيز السبعة “الدورية” في الولايات المتحدة، ثلاثة منها – تسمى Magicicada septendecim، وMagicicada cassini، وMagicicada septendecula – تقضي 17 عاما تحت الأرض. وهناك أربعة أنواع أخرى – Magicicada tredecim، وMagicicada neotredecim، وMagicicada tredecassini، وMagicicada tredecula – موجودة في دورة مدتها 13 عاما.
سيشهد هذا العام ظهور Brood XIX، وهي أكبر مجموعات الزيز الدورية، بعد سكون دام 13 عاما تحت الأرض في نفس الوقت مع Brood XIII، وهي مجموعة أصغر تظهر كل 17 عاما.
أثناء وجودها تحت الأرض، لا تدخل حشرات الزيز في حالة سبات، وتكون واعية، وتحفر أنفاقا لنفسها وتتغذى على النسغ من جذور الأشجار.
ما هو الزيز “الزومبي”؟
بعض هذه الحشرات ولكن ليس كلها، التي ستظهر هذا العام ستكون ما يسمى الزيز “الزومبي”، وفق تعبير الغارديان، إذ أصيبت هذه الحشرات بفطريات تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي مما يجعلها شديدة الرغبة الجنسية.
بمجرد أن تتلامس أبواغ الفطريات مع الزيز، يتم اختطاف أجسام الحشرات بواسطة الطفيلي الفطري. تتراكم كتلة كبيرة من الجراثيم الفطرية في بطن الزيز المصابة مما يؤدي إلى سقوط الجزء الخلفي من الحيوانات، بما في ذلك أعضائها التناسلية. على الرغم من ذلك، تصر حشرات الزيز المصابة على التزاوج “بطريقة محمومة”، كوسيلة لنشر الفطريات، وغالبا ما تكون النتائج “كارثية” على الشركاء المحتملين، وفق تعبير الغارديان.
ويوضح جون كولي، خبير الزيز في جامعة كونيتيكت، للصحيفة البريطانية أن “الزيز الدوري له أعضاء تناسلية متشابكة. إذا عندما ينفصلان، خمن ماذا سيحدث؟ هناك حشرة زيز تتجول مع الأعضاء التناسلية لحشرة أخرى ملتصقة بها”.
كيف يتعامل الناس مع ما يحدث؟
تحولت أفكار بعض الناس إلى الطعام، حيث بدأ أحد المخابز في منطقة شيكاغو في صنع الكعك على شكل الزيز، في حين قدم بعض الطهاة نصائح حول كيفية تناول السيكادا بأنفسهم.
لكن بالنسبة للآخرين هناك صدى أعمق للمشهد، إذ تقول كاثرين دانا، عالمة الحشرات في جامعة إلينوي للغارديان: “أود أن أذكّر الناس بأن هذه إحدى عجائب الدنيا الطبيعية.. إنك لا ترى هذه الكتلة الحيوية من الحياة الأرضية في أي مكان آخر”.
وتنوه الغارديان إلى أن ظهور حشرات الزيز بهذا الحجم ليس حدثا يوميا، فهو لم يحدث منذ أن كان توماس جيفرسون رئيسا للولايات المتحدة.
وينصح كولي قائلا: “اجلس واستمتع بالمشهد”. “سوف ينتهي قريبا بما فيه الكفاية. ثم فكر في المكان الذي ستكون فيه بعد 13 أو 17 عامًا. إنه وقت التأمل.”
هل الزيز يشكل خطرا؟
لا، فبعض الأشخاص الذين يعانون من رهاب الحشرات يتساءلون حاليًا عما إذا كان ينبغي عليهم الفرار من الهجوم. ومع ذلك، فإن حشرات الزيز ليست ضارة بالناس أو الحيوانات الأليفة بأي شكل من الأشكال، حيث تمتلك الحشرات فمًا يشبه المصاصة ولا تملك أجزاء للعض أو اللدغ. ويقول العلماء إنه لا ينبغي للناس أن يكافحوها بالمواد الكيميائية كما لو كانت نوعا من الآفات.
ومع ذلك، فقد وجد أن بعض الزيز تفرز نفثات من البول لدى شعورها بالتهديد.