عززت الطبيعة حضورها «الربيعي» على عكس المتوقع، بموجات من زخات البرد الكثيف، ألحقت خلالها اضرارا كبيرة بالبساتين والمزروعات المثمرة، لاسيما منها المواسم الصيفية على نحو فاجأ العاملين في القطاع الزراعي في الجبل وبقية المناطق اللبنانية.
وردد البعض عبارة «شتوة نيسان بتحيي الانسان». لكن الذي حصل هو اشبه بالعواصف الثلجية، التي أعادت المدافئ إلى بهو الصالونات وغرف الشتاء، بعدما امتد فراش ابيض على مساحة المناطق التي طالها البرد.
وفي هذا السياق، قال المزارع محمود البستاني من الباروك، والذي يعتمد على موسم التفاح كمورد أساسي للعائلة، ان «الطقس العاصف من برد وامطار وسيول غزيرة سببت اضرارا كبيرة بالاشجار، وذلك مع تفتح البراعم والازهار. ويمكننا القول على نحو مختصر ان العاصفة الربيعية قضت على ما لا يقل عن 70% من الموسم، فبدلا من معدل الألف صندوق من التفاح العام الماضي والمواسم التي سبقته، قد لا نحصل سوى على 300 صندوق هذا الموسم، اللهم إذا لم يحصل ما لم يكن في الحسبان أيضا». وطالب «الدولة ووزارة الزراعة التعويض عن الخسائر».
لموسم الكرز حصته أيضا من العاصفة خصوصا في المناطق الجبلية المرتفعة كالمتن الأعلى بدءا من حمانا ووصولا إلى كفرسلوان، حيث المئات من العائلات تعتاش من مواسمها السنوية.
وكانت حبات البرد بالمرصاد لحبيبات الكرز التي ما لبثت ان عقدت حتى طالتها زخات الكرويات البيضاء ونالت ما نالته بنسبة كبيرة، كما يقول مجيد حاطوم، واصفا العاصفة بأنها أشبه بالكارثة، التي أدت إلى خسائر كبيرة في أشجار الكرز. وهذا ما يؤكد عليه المزارع فوزي نجار، الذي لفت إلى ان بلدة حمانا تقيم سنويا «مهرجان الكرز»، وهذه السنة سيكون حجم الموسم أقل من العادة. كذلك طالب حاطوم ونجار بالتعويض.
اما على الساحل الشوفي فقد كشف المزارع سامي قزي عن نسبة الاضرار الكبيرة التي لحقت بالمزروعات الربيعية والصيفية مثل الشتول وغيرها، «التي لم ينجو منها قسم كبير، بفعل حبات البرد غير المتوقعة».
ورأى ان «شتاء «نيسان» ننتظره سنويا ليكون الترياق للأراضي المتعطشة للمياه، بينما جاء مؤذيا للشتول هذه السنة من بندورة وخيار وباذنجان وغيرها من المواسم التي هي البحصة التي تسند الخابية «في لقمة العيش».
وقدر القزي خسارته بزهاء 5 آلاف دولار، «والحمد لله ان الخيم البلاستيك نجت من كارثة البرد».