تبقى العيون مترّقبة للردّ المٌنتظر من "الثنائي الشيعي" ولا سيّما "حزب الله" على الورقة الفرنسيّة، لا سيّما بعد الإشارات "غير المُطمئنة" التي أطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري حول بنود تحتاج إلى درس وبحث.
يقرأ الكاتب والمحلل السياسي في صحيفة "النهار" إبراهيم بيرم، في "كلام بري حول الورقة الفرنسية المعدّلة وقوله بأنه فيها بنود ونقاط مقبولة وأخرى تحتاج إلى ملاحظات وبأنها بحاجة إلى وقت للدرس، إشارة واضحة الى أنه لن يكون هناك جواباً إيجابياً بالمطلق ولا جواباً سلبيّاً بالمطلق".
ووفق ذلك، يعتقد بيرم خلال حديث مع جريدة "الأنباء" الإلكترونية أنّ "هذا هو بمثابة جزء من عمليّة إستيعاب لـ (الهجمة الفرنسية)، والتي بدأت بورقة أولى ثم بورقة ثانية ومن ثم بإرسال موفدين إلى بيروت".
كما يعتقد بيرم أن "الثنائي لن يٌعطي جواباً سلبياً بل سيترك الأمر مفتوحاً للنقاش والسجال". وذلك إنطلاقاً من 3 إعتبارات:
أولاً، يعلم أن فرنسا لوحدها لن تصنع حلاً في الجنوب.
ثانياً، فرنسا تُحاول حجز مكان لها في التسوية المُقبلة أيّ بعد الشيعي سيُراعي موضوع العلاقة مع فرنسا، ولن يرفض الورقة بالمطلق بل سيتعاطى بإيجابية أو سيُبدي مرونة حتى النهاية، لكن بيرم يعتقد أنّ "الثنائي يُدرك بطبيعة الحال أنّ فرنسا لوحدها لا تصنع حلاً، لأن ذلك إختصاص أميركي أكثر ممّا هو إختصاص فرنسي".
وعن تفسير البعض كلام برّي في البداية على أنه إيجابي وأوحى بالقبول، يُوضح بيرم بأن "بري لن يذهب لوحده لا سيّما في موضوع يتعلّق بالحدود الجنوبية إلى أيّة تسويّة دون التشاور مع حزب الله".
وهنا يُرجّح بيرم بأن "يذهب الثنائي بجواب واحد ولن يكون هناك موقفان، فالرئيس بري يعلم حدود التعامل مع هذه القضية التي تتسّم بالحساسية لدى الحزب، بصرف النظر عن مضمون الرغبة لدى بري".
وفق هذه المعطيات، يخلص بيرم إلى أنّ "الموقف اللبناني سواء صدر عن بري أو عن حزب الله الذي سيبقى بعيداً عن الواجهة لأنه سيتولى بري وميقاتي إعطاء الجواب والذي سيكون بتقديره "مشكولاً" بمعنى لا هو قبول ولا هو رفض مطلق، فمسألة الملاحظات برأيه "التي سيُعطيها لبنان هي مسألة أساسيّة فلا يُمكن لفرنسا أن تقبل بها وبالتالي لا يُمكنها فرضها على إسرائيل، لأن القضيّة بالنهاية تحتاج إلى موافقة إسرائيليّة".