لم يسلم اللّبنانيون من تداعيات الأزمات المتتالية التي عصفت بالبلد، إذ إنّهم باتوا اليوم أمام مواجهةٍ خطرة تُهدّد صحتهم، وتفتكُ بالشباب والأطفال، كما كبار السنّ، بفعل تلوث الهواء الذي بلغَ مستوياتٍ مخيفة، بعد الاعتماد على مولدات الديزل بشكل مفرط في السنوات الخمس الماضية، خاصةً على مستوى العاصمة، والذي ضاعف بشكل مباشر من خطر إصابة السكان بمرض السرطان، ورفع نسبة الإصابات 30 في المئة ضمن نطاق بيروت وحدها.
وفيما يُكافح المواطنون القاتل الصامت، يشير رئيس المركز الوطني لجودة الدواء والغذاء الدكتور نزيه بو شاهين إلى ارتفاع ملحوظ في نسبة الإصابة بمرض السرطان، إذ سجلت بين 10 إلى 30 بالمئة في السنوات الأخيرة، معظمهم من الفئات العمرية الأكثر شباباً، فيما يحتلّ سرطان الرئة العدد الأكبر من الحالات، لافتاً في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية إلى أنَّ "عدداً من الأطباء والباحثين في الشأن الصحي يحيلون السبب إلى مولدات الكهرباء الخاصة، والملوثات التي تنتشر في الهواء بسبب احتراق الديزل".
أمّا لناحية طرق العلاج وتكلفته في ظلّ الأزمة الاقتصادية المستفحلة، يؤكّد بو شاهين أنَّ علاج سرطان الرئة متعدّد ويعود إلى نوع السرطان الرئوي ومرحلة تطوّره، مشيراً إلى أنَّ العلاج مكلف للغاية، كما أنَّ الموارد المالية لوزارة الصحة والهيئات الضامنة لا تسمح بتلبية استشفاء وعلاج جميع المرضى، خاصةً وأنَّ البروتوكولات العلاجية للأدوية الحديثة كلفتها عالية فيما بعض الأدوية غير متوفّرة في بعض الأحيان.
في الإطار، يوضح بو شاهين أنَّ معدل الوفيات ارتفع جرّاء عدم توافر الأدوية اللازمة، إلى جانب الأزمة المادية وتأخير التشخيص الطبي، الذي بدوره يعدّ من أهم العوامل، وعلى الرغم من زيادة الوعي لدى المواطنين في هذا المجال.
وإذ يلفتَ بو شاهين إلى أنَّ "في آخر إحصاء لمنظمة الصحة العالمية احتل لبنان المرتبة الأولى في منطقة غرب آسيا بنسبة 240 لكلّ 100 ألف نسمة، وهذه النسبة خطرة جداً، مبيناً أنَّ الإحصاءات التي أجريت في هذا الإطار خلال العامين 2019 و2020 كشفت وجود حوالى 19 ألف حالة جديدة مصابة بالسرطان".
ختاماً، ووفق بو شاهين يمكن اتباع إجراءات وقائية عدّة للحدّ من مخاطر الإصابة بسرطان الرئة، أهمها: الإقلاع عن التدخين، كما تجنّب التَّدخين السَّلبي، أيّ استنشاق الدخان من شخص آخر، بالإضافة إلى فحص مستويات غاز الرادون في المنازل، واتباع النظام الغذائي المليء بالفواكه والخضراوات، فمصادر الطعام من الفيتامينات والعناصر المغذية هي الأفضل.