-1- الأمن والأمان
هذه المقولة اللبنانية كان يتداولها الناس في الريف في الزمن الغابر والهدف منها اثنان:
- إعتراف بالكفاية والشكر للخالق الكريم على سعة رزقه ومدّهعباده الكادحين بوافر الصحة والتيسير فالأبناء هم العمال المساعدون أمّا الفدّان فهو إنتاج البقرات البيتية التي تدر الحليب وتشق باطن الأرض وتجر النورج لشهر وأكثر في الصيف، أمّا الأسمدة فهي طبيعية دون هرمونات ومقويات.
2- شعور بالزهو والإعلان أنّ الفلاحة والزراعة وعشق الأرض تعتبر ركائز الإستقرار والإطمئنان دونما الحاجة إلى الغربة والإغتراب وترك الأرض وموطن الجدود، ولا يمكن لأي مزارع من منطقة حاصبيا أن ينسى المرشد الزراعي المرحوم سلمان عليق خادم الفلاحين ومرشد المحتاجين للإرشاد فهو بنفسه وزارة مصغرة لا يغيب عن مكتبه إلا للحقول ويمارس دور دوائر متعددة في وزارة الزراعة فلا حاجز بينه وبين المزارعين، يشكو تقصير الدولة ويغدق على محاوريه إرشادات سهلة دون تعقيد مقدراً دور الفلاح في خلق الإستقرار لتكتمل صورة العز في الأمن الغذائي والأمان الإجتماعين فالفلاحون يستقرضون البذار والبذور للموسم القادم بمنتهى الرضا والثقة فالقمح يعاد لقارضه وبذور الزراعات الصيفية والحمص والفول والخيار وشتل البتدورة هدايا محبة مع الأهل والأصدقاء والجيران.
في يومنا تبدّلت الصورة وأصبح الفلاح نكتة لا تضحك لفلتات السن دعاة التمدن والتفرنج والفلاح تنازل بكبرياء من سلطان مخفي إلى محتاج فقير بارت أرضه ويبس شجره وهجرته قطعان ماشيته إرضاءً لعدم تقدير دوره وأهمية الحفاظ على خيره وبركته واستساغ القيمون على الأمر الإستيراد على الإنتاج والمعلب على الطازج متناسين نصيحة ملهم الدستور اللبناني 1926 ميشال شيحا عن دور الزراعة في الإكتفاء الذاتي والحفاظ على الوطن.