مصير "حماس" وحرب غزة... دولة جديدة على الخط!
24 أبريل 2024
09:18
Article Content
يبدو أن تركيا بدأت تتخذ طريقاً جاداً نحو الدخول في المفاوضات بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، إذ أنه بعد بدء تراجع الدور القطري في المفاوضات وعدم قدرتها على تحقيق أن تطوّر ملحوظ طيلة الفترة الماضية منذ بدء طوفان الأقصى، أتى التصريح التركي ليثبّت جدية دخول تركيا في مسار المفاوضات على لسان وزير خارجيتها هاكان فيدان بقوله إن "قادة في حركة حماس أعربوا عن قبولهم بحل الجناح العسكري للحركة مقابل إنشاء دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وتحوّلهم لحزب سياسيّ".
في هذا السياق، يقول مراقبون أن أنقرة كانت قد اتخذت خطوات إقتصادية عمّقت الخلاف مع الاحتلال عبر تقييد تصدير حوالي 54 منتجا للأراضي المحتلة "حتى توقف تل أبيب إطلاق النار وتسمح بدخول المساعدات اللازمة إلى غزة"، يأتي ذلك بعد أن بلغت قيمة صادرات تركيا إلى إسرائيل 5.43 مليار دولار العام الماضي بعد أن كان قد بلغ حوالي 7.03 مليار دولار في العام 2022، وهذا الأمر قد أضرّ بالانتاج الإسرائيلي وأدى لارتقاع كبير في الأسعار خاصة في الشقق في الأراضي المحتلة لأن أغلب المنتجات المقيّدة من قبل إنقرة هي منتجات تستخدم في البناء.
إثر القرار السياسي، يقول الباحث في الشؤون التركية جو حمورة أن "ظهور دور تركيا يأتي بعد تراجع الدور القطري والركود الذي تشهده المبادرة القطرية-المصرية بين إسرائيل وحركة حماس، إذ كانت قد صرّحت قطر سابقاً أنها تعيد تقييم دورها في الوساطة ما دفع الإدارة الأميركية للضغط على إسرائيل عبر إدخال تركيا كشريك في الوساطة". بمعنى آخر، يوضح حمورة في حديث لجريدة الأنباء الإلكترونية أن "في الأسابيع الماضية إسرائيل هاجمت دولة قطر ودورها في المفاوضات لأكثر من مرة، ما دفع قطر لاتخاذ قرار بإعادة تقييم دورها، ودفع أميركا إلى عدم ممانعة دخول تركيا في الوساطة من أجل الضغط على إسرائيل".
ويضيف أنه حتّى الآن "تركيا لم تدخل جدياً على خطى الوساطة"، ذلك لأن إسرائيل تمانع ذلك حتى الساعة لأسباب إقتصادية وسياسية ذكرناها سابقاً، ولكن يضيف حمورة أنه إذا تم القبول بتركيا كوسيط "يمكن أن يؤدي ذلك إلى حلحلة لبعض الملفات العالقة خلال المفاوضات، وبخاصة تلك المتعلقة بإرسال المساعدات إلى قطاع غزة وموضوع إعادة الإعمار والإفراج عن الرهائن مقابل وقف إطلاق النار".
" قطر لم تنسحب حتى الساعة من دورها كوسيط"، يؤكّد حمّورة مشيرا إلى أنه "بحال دخول تركيا على خط الوساطة، لن يكون هناك أزمة بين تركيا وقطر، على اعتبار أن الدولتين حلفاء وينسقان أصلاً مواقفهما الخارجية باستمرار"، إلا أننا من المحتمل أن نرى انزعاجاً مصرياً في حال قبلت إسرائيل بتركيا كوسيط، بحسب ما قاله حمّورة.
ختاماً، لا شك بأن لتركيا "مونة" كبيرة على حركة حماس في الداخل، تماماً كما لقطر مونة على حركة حماس في الخارج، وإن عدم الممانعة الأميركية وامتعاض قطر من إسرائيل، كل ذلك يرفع من حظوظ دخول تركيا كوسيط بين حماس وإسرائيل، فهل ستكون نهاية حرب غزة على يد تركيا؟