البوم لا يبشر بالخير

19 نيسان 2024 16:16:04 - آخر تحديث: 13 أيار 2024 15:24:17

تمتاز ضيعتنا الخلوات – حاصبيا بشجرة معمرة من السنديان عمرها يتجاوز مئات السنين يحيطها مقعد حجري بقي لعقود طويلة صالون استقبال الضيعة لضيوفها في المناسبات الإجتماعية والمآتم واللقاءات الوطنية، كل الأجيال مدينة لزارعيها في قديم الزمان فهي كانت توفي بالغرض الأهلي والإجتماعي وتقدم أبهى المطارح والمجالس لأهل الضيعة مع أعيانهم طيلة مئات السنين.

كنا نبادلها الوفاء لظلها ولطاقة هوائها بالعناية والإعجاب إذ كانت محط الأنظار وملتقى الأهل والزوار...

رغم كل مآثرها وفضلها على الأجيال المتوارثة كانت تحمل عبئاً ثقيلاً إذ كانت تأتيها البوم في الأمسيات وتنعق نعيق إزعاج وشؤم فينتاب الناس الذهول والهم وشغلة البال فمن تقصد بالشر هذه البومة اللعينة، وتشرد الأفكار بأيام وتسوّد الوجوه وتغيب الإبتسامات من هواجس الآتي والمكروه القادم.

ولا تنفرج الأسارير وترتاح القلوب وتهدأ العواطف إلا متى استيقظت الناس على نعي كهل من كهول الضيعة أو الجوار إذ يبتعد الأرق وانشغال البال عن مصائب وأهوال تؤلم الصميم.

ما أشبه اليوم بالبارحة إذ ينتشر طائر البوم رفوفاً وجماعات عبر الإعلام وفضائياته ولا يُنبئ إلا بالشر المستطير... فالعياذ بالله من البوم البشري يستغل قلق الناس وخوفهم ولا ينعق إلا بالشر والدمار والويل والثبور والخراب وعظائم الأمور. أللهم هدئ نعيق البوم وألهم زبائنيه هداوة البال والفأل الحسن وسلالة المنطق واختصار المحن وبشرى الخير للعالمين أجمعين.