لبنان في عين العاصفة... وسعيٌ لمحاصرة التحريض لكي "ما تنعاد الحرب"!
13 نيسان 2024
08:43
Article Content
بعد أن فقد اللبناني كافّة مقوّمات الصمود بفعل الأزمة الإقتصادية السياسيّة الصحيّة والإجتماعيّة، يأتيه اليوم الهاجس الأمني إن من خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان، أو عبر اللعب على "الوتر الأمني الداخلي".
إذ تزامناً مع ذكرى 13 نيسان المشؤومة كادت ملامح الفتنة تُطلّ برأسها وهذه المرة على خلفية التحريض على النازحين السوريين. فهل نحن أمام سيناريو لحرب أهليّة جديدة؟
إتُطمئن مصادر أمنيّة معنيّة بالموضوع إلى أنّ "قطوع الفتنة قد مرّ بسلام"، إلا أنها لا تخفي قلقها ممّا "يحصل من توترات أمنية متنقلة". وتؤكد المصادر خلال حديث مع جريدة "الأنباء" الإلكترونية على وصف الوضع بـ "المقلق".
وأبدت المصادر تخوّفها من "إستثمار بعض الجهات في المشاكل الناتجة عن عمليات سرقة وجرائم قتل متنقلة في مختلف المناطق اللبنانيّة، وربطها بجريمة قتل باسكال سليمان التي كادت تؤدي بالبلد إلى فتنة أهليّة، لا سيّما مع النازحين السوريين، ما دفع الجهات الأمنية لإتخاذ إجراءات أمنيّة صارمة تحول دون تتطوّر الأمور والذهاب نحو فلتان لا يُمكن إحتوائه".
وتُشدد المصادر هنا "على مسؤولية جميع المعنيين والمسؤولين السياسيين لجهة ضبط إيقاع الخطابات المُرتفعة السقف والتي تتسبب بتشنجّات تُترجم بإعتداءات وإشكالات على أرض الواقع". ولا تُغفل أهمية "جهوزيّة الجيش رغم الوضع السيئ الذي يُعاني منه العسكريون"، لكن هناك "استعداد دائم لدى المؤسسة العسكرية خوفاً من تدهور الأمور إلى الأسوأ، وقد سجّل قائد الجيش حركة لافتة حين بادر إلى مروحة واسعة من الإتصالات مع المعنيين وعلى رأسهم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، لوضعهم في صورة التحقيقات التي كشفت ملابسات الجريمة"، وفق ما تلفت المصادر.
وفي الإطار تحذر المصادر بشكل واضح من "الدور السلبي لبعض أصوات التحريض التي تخرج أحياناً عبر الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيّما عبر قلّة قليلة التي لعبت بشكل واضح بـ "نار الفتنة" وسعت إلى تأجيج هذه النار التي كادت أنْ تلسع أمن وإستقرار الوطن".
ومن هنا تُعوّل المصادر عبر "الأنباء" الإلكترونية على "الأهمية القصوى لدور الاعلام الملتزم والواعي، والركون إلى الحقائق، وعدم المسارعة إلى بثّ الاشاعات التي يُمكن لها أن تُسجّل سبقاً إعلامياً لكنها تنفق في نار الفتنة عن قصد او غير قصد".
وإذا كان للإعلام دوره المسؤول، فإن الدور الأساس يبقى على وعي المسؤولين المعنيين لخطورة المرحلة كي تبقى ذكرى الحرب "تنذكر وما تنعاد".