ترّقب للرد الإيراني... والعين على الجنوب!

04 نيسان 2024 12:48:38

لا زالت تداعيات العدوان الإسرائيلي على مقرّ القنصلية الإيرانية مستمرّة فيما الترّقب سيّد الموقف للردّ الإيراني المنتظر والذي يُمكن أن يشعل الساحة الإقليمية، لا سيّما في ظلّ التهديدات الأميركية، ولكن الإيراني الذي سبق أن إختُبر في "محطات عدوانيّة" مُماثلة يأخذ وقته بالرد ويحسب في الخسارة والربح في ميزان دقيق جداً.
ولكن السؤال هل سيكون للبنان الحصة من الرد؟ وما هو الزمان والمكان المناسبين لإيران للرد بدون أنْ يُشكّل لها ذلك خسارة في المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركيّة؟

يُرجّح الصحافي والكاتب في الشأنيْن العربي والدولي إبراهيم ريحان "فرضية حصول ردّ" لكنه في الوقت عينه يستبعد أن "يكون الرد بمثابة حرب موسعة، بل أن الإيرانيين سيردون لحفظ ماء الوجه".
ويشير ريحان إلى أنّ "شكل الرد ضبابي، علماً أنه قد يكون رد أمني خفيف، وربما سيكون على الأرجح بعبوة مجهولة بإتجاه سفارة أو قنصلية إسرائيلية في أي مكان أو من خلال ضرب سفينة تجارية في البحر من دون التسبب بأضرار كبيرة، تجنباً للدخول في مواجهة موسعة، ليس أكثر".

ويلفت ريحان خلال حديث مع جريدة "الأنباء" الإلكترونية إلى أنّ "إيران تتكل على التفاوض مع الأميركيين ولا تود تخريبها، لذلك ستقوم بإستيعاب هذه الضربات، شرط تعويضها في السياسة في لبنان والمنطقة بعد الحرب"، مؤكداً أن "إيران لا ترد بالمستوى نفسه، ليس جُبناً، فهي لديها القدرة على توجيع إسرائيل لكن بسبب التفاوض مع الأميركيين".

 وفيما يتعلق بتوقيت الرد، فيشير ريحان إلى أنّ "لا أحد يستطيع تقدير ذلك فالموضوع مفتوح"، معتبراً أن "إيران عندما سترد ستُعلِم الاميركيين بذلك، تماماً كما حصل عند الرد على إغتيال قاسم سليماني، لأن ايران لا تريد تعكير صفو المفاوضات طمعاً في تحقيق مكاسب أكبر بكثير بعد الحرب" .

بالإنتقال إلى الجبهة اللبنانية، يرى ريحان أنّ "حزب الله لا يريد توسعة الحرب كما بات واضحاً، وكذلك الأميركيين والإيرانيين، بل فقط جزء من الحكومة الإسرائيلية تفكر بتوسعتها. إلّا أنّ أموراً قد تُغير المعادلة".

ويرى ريحان أنّ "الوضع على الحدود اللبنانية سيبقى في إطار الأخذ والرد إلى حين، خاصة وأن الأميركيين منشغلون بالانتخابات الرئاسية والحرب في المنطقة ليست أولويتهم، خاصة وأن الرئيس جو بايدن يُحاول تحسين أوراقه في الداخل ويتحضر لولاية رئاسية جديدة".

ويختم ريحان مستطرداً: "رغم ذلك، فإن إحتمال توسعة الحرب وارد في أي لحظة، لأن واشنطن منشغلة بالانتخابات الرئاسية ولذلك من الممكن أن تجرّها إسرائيل الى الحرب حتى لو كانت لا تريد ذلك".