الخبرُ الأسود هو، ومن غير معرفةٍ منّا، أكثرُ ما نهوى نشرهُ نحن البشر، خصوصًا مواضيع نهاية العالم والكوارثِ الطبيعية التي ستطيحُ البشر والحجر...
وهذا ما هو حاصلٌ في الفترة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تنتشرُ فيديوهات وتحذيرات من تاريخ 8 نيسان المقبل، ومن النهاية المنتظرة بسبب مجموعةٍ من الظواهر الطبيعية المرتقبة. فما مدى صحّتها؟ وهل من داعٍ للهلع؟
يوضحُ رئيسُ قسم الفيزياء والفلك في جامعة سيدة اللويزة د. باسم صبرا في حديث لموقع mtv الالكتروني، أنه من المرتقب أن نكونَ في 8 نيسان المقبل مع كسوفٍ كلّي للشمس في شمال أميركا، وهي ظاهرة فلكية عادية تحصل حينما يمرُّ القمر بين الشمس والأرض، والتي نشهدُها مرارا وفي مختلف أنحاء العالم.
إلا أن ما أثار موجة الهلع بحسب صبرا، هو أن هذه الظاهرة ستتزامنُ مع نشاطٍ كثيفٍ للشمس نتيجة بلوغ الطاقة الشمسية حدّها الأقصى والتي تستمر هذا العام حتى تشرين الاول، وذلك ضمن دورة تبلغ 11 عاما.
إلا أنه ما من داع للخوف، فما يحصل طبيعيّ ولن يؤدّي إلى كوارثَ طبيعية أو إنخفاضٍ كبير بالحرارة كما لن يؤثرَ على سلوك الحيوانات على غرار ما يتم تداوله، إلا أنه سيؤدي إلى تشويش بسيط على كل ما يتّصل بالشبكة العنكبوتية والاتصالات، ومن ضمنها طبعا الـGPS.
أما في ما يتعلق بإمكان تأثير ذلك على وقوع الزلازل، فيؤكد الخبيرُ الجيولوجي طوني نمر في حديث لموقعنا أن لا تأثيرَ أبدا للظواهر المرتقبة في 8 نيسان على إمكانِ حدوثِ زلازل، ولا يجب إثارة الذعر من هذا الموضوع.
لا تهلعوا إذًا مما ينتظرنا في نيسان، فلا شيء فوق الطبيعة سيحصل، فقط اتصالاتنا ستتأثر، وهو أساسًا ليس بالأمر الجديد، فكلّ اتصالاتنا "مشوّشة"، ونادرا ما نجري مكالمة واحدة من دون أن ينقطعَ الخط...
الحق يُقال، نحن مُحصّنون من الكثير من الكوارث، لأننا، وللأسف، "معوّدين عالمصايب"!