صامدات رغم الدمار والموت... لا تنسوا أمهات فلسطين
21 آذار 2024
16:05
Article Content
يحتفلُ العالم اليوم، كما جرت العادة وبكلّ أقطابه بالأمهات، فيما تغيب مظاهر الاحتفالات هذا العام عن الأم في فلسطين، التي تعيش آلاماً جمّة مع تشتت أسرتها، وجوع ووجع أفرادها، واستشهاد زوجها وأبنائها وأقاربها، ما يجعلها وحيدةً في كنف الحرب التي أطفأت شعلتها وأظلمت نورها.
وفيما تحتفلُ الأم الفلسطينية بعيدها على وقع القصف، وتحت الدمار الذي قضى على ملجئها ومملكتها العائلية، يعلو صوت إطلاق النار وترقى المئات من النساء والأمهات، لتكن الفلسطينيات شهيدات في أرضهن، بطلات أمام العالم أجمع، يواجهن الحرب، ويتحدين الظلم والعبودية، فيكنَّ أسيرات في سجون الاحتلال، يتعرّضن للتعذيب ويحرمن سجّانهن من ممارسة الأمومة، بسبب بعدهن عن أبنائهن، فيعشن القهر والمأساة مع كل تنهيدة ونبضة قلب.
ينقلنا الحديث عن الأم الفلسطينية إلى فناء تمجيد صفات المرأة الصبورة، الجبارة والشامخة رغم جبال الأحزان التي تلف حياتها منذ عقود، هي الوحيدة التي حملت ابنها مرتين، الأولى جنيناً في بطنها والثانية شهيداً على كتفها، لتستحقَ التقدير والتقديس والاحترام، لأنها الوحيدة التي تقف في هذا المقام لتتربع على عرش القلوب، في ظلّ نضال طويل من المواجهة، كانت فيه نموذجاً فريداً للصلابة والعنفوان.
وفي عيدهن، نبعث إلى أمهات فلسطين أطيب الأمنيات، عسى أن يعشن في راحة وأمان ويبقين، كما عهدهن العالم، صامدات ومناضلات، رغم الأنقاض والدمار ورائحة الموت، فمهما طالَ السواد والظلام، ستشرق شمسها حتماً لتعم كل الأقطار، مهما قسا عليها الزمن وجار.
إعلان
يتم عرض هذا الإعلان بواسطة إعلانات Google، ولا يتحكم موقعنا في الإعلانات التي تظهر لكل مستخدم.